من ربّ المطر الذي سمّيتموه أنتم، و لا منربّ الشمس المزعوم، و لا البحر، و لاالحرب، و لا الصلح.
فكلّ شيء صادر عن اللّه، و عالم الوجودكلّه طوع أمره، و اتّساق جميع هذهالموجودات المختلفة في السماء و الأرض وانسجامها بعضها مع بعض دليل على وحدةالخالق، و لو كان فيهما آلهة إلّا اللّهلفسدتا.
عرفنا الأصل التاريخي لعبادة الأصنامإلّا أنّ لها دوافع و مبادئ نفسيّة و فكريةأيضا، و قد أشير إليها في الآياتالمتقدّمة، و ذلك هو اتّباع الظنّ و ماتهوى الأنفس!! و الخيالات و الأوهامالحاصلة للجهلاء، و من ثمّ تنتقل إلىمقلّديهم من المتحجّرين، و ينتقل هذاالتقليد من نسل إلى نسل.
و بالطبع فإنّ معبودا كالصنم يتلاءمجيّدا مع أهوائهم، لأنّه ليس له سلطة علىالعباد، و لا معاد، و لا جنّة، و لا نار، ولا كتاب، و يعطيهم الحرية الكاملة، وإنّما يأتونه في المشاكل فحسب، و يتصوّرونأنّه سينفعهم و أنّهم إنّما يستمدّون منهالعون.
و أساسا فانّ «هوى النفس» ذاته يعدّ أكبرالأصنام و أخطرها، و هو الأصل لظهورالأصنام الاخرى.
من خلال بحثنا حول الأصنام الثلاثة التيكان العرب يهتّمون بها «أي اللات و العزّىو مناة» و يعبدونها- من خلال هذا البحثالتاريخي وردت الإشارة إلى أنّ هذهالأصنام كانت تدعى بالغرانيق العلى و انّشفاعتهنّ لترتجى.
و «الغرانيق» جمع غرنوق على زنة عصفور وبهلول ... و الغرنوق نوع من