امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
الطيور الرمادية أو السوداء، و لذلك كانالعرب أحيانا إذا ذكروا الأصنام قالوا بعدذكرها: تلك الغرانيق العلى و انّ شفاعتهنّلترتجى.و قد وردت هنا قصّة خرافية نقلتها بعضالكتب، و هي أنّ النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم حين قرأ الآية: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى أضافعليها من عنده الجملتين هاتين: تلكالغرانيق العلى و انّ شفاعتهنّ لترتجى ..فكان سببا لارتياح المشركين و عدوّهانعطافا من قبل النّبي إلى عبادة الأصنام،و حيث أنّ ختام السورة يدعو الناس للسجود ..فإنّ المسلمين سجدوا و سجد المشركون أيضا،فكان هذا الخبر مدعاة لإشاعة إسلامالمشركين في كلّ مكان! حتّى بلغ ذلك أسماعالمهاجرين إلى الحبشة من المسلمين و سرّجماعة منهم إلى درجة أنّهم أحسّوا بالأمانفعادوا من مهجرهم إلى مكّة «1».و لكن كما فصّلنا ذلك في تفسير الآية 52 منسورة الحجّ فإنّ هذا الادّعاء كذب مفضوح،و تبطله الدلائل و القرائن الكثيرة بجلاء.فأولئك المفتعلون لهذه الكذبة لم يفكّرواأنّ القرآن في ذيل هذه الآيات محلّ البحثينقض عبادة الأصنام بصراحة، و يعدّهااتّباعا لما تهوى النفس و ظنونها، كماأنّه في الآيات التي تلي هذه الآيات يعنّفعبادة الأصنام بصراحة و بشدّة، و يعدّهادليلا على عدم الإيمان و المعرفة، و يأمرالنّبي بصراحة أن يقطع علاقته بهم و يعرضعنهم.فمع هذه الحال كيف يمكن أن يتلفّظ النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم بهاتينالجملتين، أو أن يكون المشركون حمقى إلىدرجة بحيث يصغون إلى هذه العبارة و لايلتفتوا إلى الآيات بعدها التي تعنّفالمشركين على عبادة الأصنام .. و يفرحوا ويسجدوا في آخر ما يتلى من هذه السورة معالساجدين.