مرّة اخرى يشار في هاتين الآيتين إلى علماللّه المطلق و سعته، إلّا أنّ التعبيرفيهما تعبير جديد، لأنّه يستند إلىلطيفتين «1» و هما من أشدّ حالات الإنسانخفاء و التواء .. حالة خلق الإنسان منالتراب إذ ما تزال عقول المفكّرين حائرةفيها، فكيف يوجد موجود حي من موجود لا روحفيه (ميّت)؟ و ممّا لا شكّ فيه أنّ هذاالأمر حدث في السابق سواء في الإنسان أوالحيوانات الاخر، و لكن في أيّة ظروف؟!فالمسألة في غاية الخفاء و الالتواء بحيثما تزال أسرارها مطوية و مكتومة عن علمالإنسان.
و الاخرى مسألة التحوّلات المفعمةبالأسرار في وجود الإنسان في مرحلةالجنين، فهي أيضا من الأسرار الغامضة فيكيفية خلق الإنسان و إن كان شبح منها قدانكشف لعلم البشر، إلّا أنّ الأسئلة حولأسرار الجنين التي ما زالت دون جواب كثيرة.
فالمطّلع على هاتين، الحالتين من جميعأسرار وجود الإنسان و تحوّلاته و تغييراتهو هاديه و مربّيه، كيف يكون غير عالمبأعماله و أفعاله! و لا يجازي كلّا بحسب مايقتضيه عمله! إذا، فهذا العلم المطلق أساسعدالته المطلقة!
هناك كلام طويل بين المفسّرين من جهة، والفقهاء و المحدّثين من جهة اخرى في شأنالذنوب الكبيرة المشار إليها في بعضالآيات من القرآن «2».
1- اللطيفة: ما فيها من دقّة و خفاء. 2- كما في النساء الآية (31) و الشورى الآية(37) و الآيات محلّ البحث.