امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و يتحدّث القرآن في ذيل الآية عن علماللّه المطلق مؤكّدا عدالته في مجازاةعباده حسب أعمالهم فيقول: هُوَ أَعْلَمُبِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِوَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِأُمَّهاتِكُمْ «1».و قوله: «أنشأكم من الأرض» أمّا هوباعتبار الخلق الأوّل عن طريق آدم عليهالسّلام الذي خلقه من تراب، أو باعتبارأنّ ما يتشكّل منه وجود الإنسان كلّه منالأرض، حيث له الأثر الكبير في التغذية وتركيب النطفة، ثمّ بعد ذلك له الأثر فيمراحل نمو الإنسان أيضا.و على كلّ حال، فإنّ الهدف من هذه الآيةأنّ اللّه مطّلع على أحوالكم و عليم بكممنذ كنتم ذرّات في الأرض و من يوم انعقدتنطفتكم في أرحام الامّهات في أسجاف منالظلمات فكيف- مع هذه الحال- لا يعلمأعمالكم؟! و هذا التعبير مقدّمة لما يليهمن قوله تعالى: فَلا تُزَكُّواأَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِاتَّقى! فلا حاجة لتعريفكم و تزكيتكم وبيان أعمالكم الصالحة، فهو مطّلع علىأعمالكم و على ميزان خلوص نيّاتكم، و هوأعرف بكم منكم، و يعلم صفاتكم الداخلية والخارجية.قال بعض المفسّرين أنّ الآيتين آنفتيالذكر نزلتا في جماعة كانوا يمدحون أنفسهمبعد أداء الصوم أو الصلاة فيقولون: إنّناصلّينا و صمنا و قمنا بكذا و كذا.فنزلت الآيتان و نهتهم عن تزكية الأنفس«2».