امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 243
نمايش فراداده

يحمل وزر الآخر و كلّ ينال جزاء سعيه» «1».

2- إنّ الآية في شأن «الوليد بن المغيرة»إذ جاء إلى النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم و صبا إلى الإسلام فلامه بعضالمشركين و قال: تركت ما كان عليه كبراؤناو عددتهم ضلّالا و ظننت أنّهم من أهلالنار! فقال إنّي أخاف من عذاب اللّه. فقالله اللائم: إن أعطيتني شيئا من مالك و رجعتإلى الشرك تحمّلت وزرك و جعلته في رقبتي!ففعل الوليد بن المغيرة ذلك إلّا أنّه لميعط من المال المتّفق عليه إلّا قليلا.فنزلت الآية و وبّخته على ارتداده منالإيمان «2».

التّفسير

كلّ يتحمّل مسئولية أعماله

كان الكلام في الآيات السابقة في أن يجزياللّه تعالى من أساء بإساءته و يثيبالمحسنين بإحسانهم .. و بما أنّه من الممكنأن يتصوّر أن يعذّب أحد بذنب غيره أو أنيتحمّل أحد وزر غيره، فقد جاءت هذه الآياتلتنفي هذا التوهّم في المقام، و بيّنت هذاالأصل الإسلامي المهمّ أنّ كلّا يرى نتيجةعمله، فقالت أوّلا:

أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى أي تولّىمن الإسلام أو الإنفاق!؟ وَ أَعْطى‏قَلِيلًا وَ أَكْدى‏ «3» بمعنى أنّه أنفقالقليل ثمّ امتنع و أمسك و هو يظنّ أنّغيره سيحمل وزره يوم القيامة.

فأيّ رجل جاءهم من الغيب و «القيامة»فأخبرهم بأنّه يمكن أخذ الرشوة و تحمّلآثام الآخرين؟ أو من جاءهم من قبل اللّهفأخبرهم بأنّ اللّه راض عن هذا

1- ذكره الطبرسي في مجمع البيان و مفسّرونآخرون أمثال الزمخشري في الكشّاف و الفخرالرازي في التّفسير الكبير ..

و يضيف الطبرسي أنّه ذكره ابن عبّاس والسدي و الكلبي و جماعة من المفسّرين! ..

2- ذكر هذا الشأن صاحب مجمع البيان والقرطبي و روح البيان .. و روح المعاني وبعض التفاسير الاخر.

3- أكدى مأخوذ من الكدية و معناه الصلابة،ثمّ أطلق على من يمسك و البخيل.