امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 246
نمايش فراداده

لا ينافي لطف اللّه و تفضّله بأن يضاعفالجزاء على الأعمال الصالحة عشرة أضعاف أوعشرات الأضعاف و مئاتها و إلى ما شاءاللّه! و ما فسّره بعضهم بأنّ «الجزاءالأوفى» معناه الجزاء الأكثر في شأنالحسنات، لا يبدو صحيحا، لأنّ كلام هذهالآية يشمل الذنوب و الأعمال الطالحة، بلالكلام فيها أساسا على الوزر و الذنب«فلاحظوا بدقّة»!

بحوث‏

1- ثلاثة اصول إسلامية مهمّة

أشير في الآيات- آنفة الذكر- إلى ثلاثةاصول من الأصول الإسلامية، و قد أكّدتعليها الكتب السماوية السابقة و هي:

أ- كلّ إنسان مسئول عن ذنبه و وزره.

ب- ليس للإنسان في آخرته إلّا سعيه.

ج- يجزي اللّه كلّ إنسان على عمله الجزاءالأوفى.

و هكذا فإنّ القرآن يشجب الكثير منالأوهام و الخرافات التي يهتمّ بها عامّةالناس أو السائدة بينهم و كأنّها مذهبعقائدي! و القرآن لا ينفي- عن هذا الطريق-عقيدة العرب المشركين الذين يعتقدون أنّبإمكان الإنسان أن يتحمّل وزر الآخر فحسب!بل ينفي الإعتقاد الذي كان سائدا- و لايزال- بين المسيحيين، و هو أنّ اللّه أرسلابنه المسيح ليصلب و يذوق العذاب و الألم ويحمل على عاتقه ذنوب المذنبين!.

و كذلك يحكم على جماعة من القسسة والرهبان بقبح عملهم لما كانوا يبيعونه منصكوك الغفران و منح قطع الأراضي في الجنّةلمن يشاءون، و العفو عن المخطئين!! فكلّهذه الأمور باطلة.