امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و المراد من «الوازرة» من يتحمّل الوزر«1».و لمزيد الإيضاح يضيف القرآن قائلا: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ماسَعى «2».«السعي» في الأصل معناه السير السريعالذي لا يصل مرحلة الركض، إلّا أنّهيستعمل غالبا في الجدّ و المثابرة، لأنّالإنسان يؤدّي حركات سريعة في جدّه ومثابرته سواء كان ذلك في الخير أو الشرّ! والذي يسترعي الانتباه أنّ القرآن لا يقول:و ان ليس للإنسان إلّا ما أدّى من عمل .. بليقول: إلّا ما سعى. و هذا التعبير إشارة إلىأنّ على الإنسان أن يجدّ و يثابر فذلك هوالمطلوب منه و إن لم يصل إلى هدفه، فالعبرةبالنيّة، فإذا نوى خيرا أعطاه اللّهثوابه، لأنّ اللّه يتقبّل النيّات والمقاصد لا الأعمال المؤدّاة فحسب.أمّا الآية التالية فتقول: وَ أَنَّسَعْيَهُ سَوْفَ يُرى فالإنسان لا يرىغدا نتائج أعماله التي كانت في مسير الخيرأو الشرّ فحسب، بل سيرى أعماله نفسها يومالحساب، كما نجد التصريح بذلك في الآية (30)من سورة آل عمران: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّنَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍمُحْضَراً.كما ورد التصريح بمشاهدة الأعمال الصالحةو الطالحة عند القيامة في سورة الزلزلةالآيتين (7) و 8): فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْمِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ! أمّاالآية الأخيرة من الآيات محل البحث فتقول:ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى«3».و المراد من «الجزاء الأوفى» هو الجزاءالذي يكون طبقا للعمل. و بالطبع هذا