امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 306
نمايش فراداده

يستطيع أن يبلغ رسالة سماوية حيث مقتضىضرورة التبليغ للرسالات السماوية- حسبرأيهم- أن يكون النّبي أو الرّسول (ملكا).

و طبعا يمكن الجمع بين هذه التفاسيرالثلاثة.

و على كلّ حال، فإنّ ادّعاءات قوم صالحكانت واهية و غير منطقية.

(سعر) على وزن (حمر) جمع سعير، و في الأصلبمعنى اشتعال النار و هيجانها، و في بعضالأحيان بمعنى (جنون) لأنّ الإنسانالمجنون يكون في حالة هيجان خاصّة، لذايقال في بعض الأحيان ناقة مسعورة.

و يحتمل أنّ قوم ثمود أخذوا هذا التعبيرمن نبيّهم (صالح) عليه السّلام حيث كانيقول لهم: إذا لم تتخلّوا عن عبادة الأصنامو تستجيبون إلى دعوة اللّه فإنّكم في«ضلال و سعر»، و كان ردّهم: أَ بَشَراًمِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاًلَفِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ و على كلّ حال فإنّذكر كلمة (سعر) بصيغة الجمع جاءت هناللتأكيد و الاستمرار، سواء كان معناهاالجنون أو اشتعال النار.

و تزداد اللجاجة و العناد في قوم ثمودفيتساءلون: إذا أريد نزول الوحي علىإنسان، فلما ذا اختّص بصالح من بيننا، معوجود الشخصيات الأكثر مالا و الأقوىاعتبارا: أُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِمِنْ بَيْنِنا.

و في الحقيقة أنّ هذه الأقوال لها شبهكبير بأقوال مشركي مكّة، ذلك أنّهم شكّكوابرسالة النّبي بأقوال مماثلة: ما لِهذَاالرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ، لَوْ لاأُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَمَعَهُ نَذِيراً. «1»

و تارة يقولون: لَوْ لا نُزِّلَ هذَاالْقُرْآنُ عَلى‏ رَجُلٍ مِنَالْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. «2»

ثمّ تساءلوا: إذا قدّر لبشر أن يتصدّىلمهمّة الرسالة الإلهيّة، فلما ذا كانالإختيار لأشخاص مغمورين ليس لهم ظهير منعشيرة و لا كثرة من مال ...

1- الفرقان، 7.

2- الزخرف، 31.