امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
هذه الإشكالات التي تحكي السطحية فيالتفكير كانت تتناقلها و تتداولها أجيالالمشركين جيلا بعد جيل للتشكيك فيالرسالات الإلهيّة، و ذلك لتصوّرهم أنّ منكان خلال افتراضهم أنّ من يتصدّى لهذهالمهمّة لا بدّ أن يكون ذا قوّة و قوم و مالو نسب و جاه و منصب فهو شخصية مهمّة، و هذهالأمور تدلّ على شخصية و كرامة الإنسان،في حين أنّ أكثر العناصر الظالمة والمتجبّرة هي المتّصفة بالصفات السابقة.و يمكن تفسير الآية أيضا- كما اختاره بعضالمفسّرين- على ضوء التساؤلات التي أطلقهاقوم ثمود و التي تتركّز بما يلي: ما هي علّةنزول الوحي على صالح عليه السّلام؟ ولماذا لم ينزل علينا جميعا؟، و ما هيالمميّزات التي اختصر بها صالح عليهالسّلام ليتميّز علينا بهذا الخصوص!؟ وهذا المعنى ورد أيضا في سورة المدثر،الآية 52 حيث يقول سبحانه في ذلك: بَلْيُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْيُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً.ثمّ تختتم الآية بقوله سبحانه: بَلْ هُوَكَذَّابٌ أَشِرٌ و ذلك اتّهاما لصالح عليهالسّلام بالكذب فيما ادّعاه من اختصاص منالوحي به و إنذار قومه و أنّه يريد أنيتحكّم علينا و يجعل كلّ أمورنا تحت قبضتهو يسيرنا وفق هواه و إرادته ..(أشر) وصف من مادّة (أشر) على وزن (قمر)بمعنى بطر و مرح زائد عن الحدّ.و يردّ البارئ عزّ و جلّ عليهم بصورةقاطعة بقوله: سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِالْكَذَّابُ الْأَشِرُ.و عند ما يدركهم العذاب الإلهي و يسوّيهممع التراب و يحوّلهم رمادا، و بعد أنيجازيهم اللّه بأعمالهم في يوم لا ينفعفيه مال و لا بنون ... عندئذ سيدركون حقيقةاتّهاماتهم الزائفة التي اتّهموا بها نبيمن أنبياء اللّه المقرّبين، و سيعلمونأيضا أنّ هذه الافتراءات هي أحقّ بهم وألصق.و معلوم أنّ المراد من «غدا» هو المستقبلالقريب، و إنّه حقّا لتعبير رائع.