امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
لقد بذل نبيّهم «صالح» عليه السّلام أقصىالجهد من أجل هدايتهم و إرشادهم و لكن دونجدوى.قال تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُبِالنُّذُرِ.قال بعض المفسّرين: أنّ كلمة (نذر) تعني(الأنبياء المنذرين) و لذا فإنّهم يرونبأنّ تكذيب قوم ثمود لنبيّهم صالح عليهالسّلام كان بمثابة تكذيب لكلّ الأنبياء،ذلك أنّ دعوة الأنبياء أجمع هي دعوة واحدةو منسجمة، لكن الظاهر أنّ (نذر) جاءت هناجمع (إنذار) و هو الكلام الذي يتضمّنالتهديد، و الذي هو الطابع العام لكلامالأنبياء جميعا عليهم السّلام.و يستعرض سبحانه سبب تكذيبهم (الأنبياء)حيث يقول على لسان قوم ثمود: فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ،إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ.نعم، إنّ الكبرياء و الغرور و النظرةالمتعالية تجاه الآخرين، بالإضافة إلىحبّ الذات كانت حاجزا عن الاستجابة لدعوةالأنبياء عليهم السّلام، لقد قالوا: إنّ(صالح) شخص مثلنا و ليست له أيّ امتيازاتعلينا ليصبح زعيما و قائدا نطيعه ونتّبعه، كما لا يوجد سبب لاتّباعه.و هذا هو الإشكال الذي تورده جميع الأقوامالضالة على أنبيائها بأنّهم أشخاص مثلنا،و لذا لا يمكن أن يكونوا أنبياء إلهيين.و استفاد قسم آخر من المفسّرين من تعبير(واحدا) أنّ قوم صالح كانوا ينظرون إلىنبيّهم أنّه شخص (عادي) و ليس له مال وفير ولا نسب رفيع يمتاز به عليهم.كما يفسّر البعض كلمة (واحدا) أنّه شخصواحد لا يمتلك العمق و الامتداد الاجتماعيالذي يتطلّبه الموقع القيادي في ذلكالعصر، حيث النصرة و المؤازرة.و هنالك رأي ثالث يذهب إلى أنّ المقصودبكلمة (واحدا) ليس هو الواحد العددي، بلمرادهم الواحد النوعي، أي انّه فرد مننوعنا و جنسنا و نوع البشر لا