امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 331
نمايش فراداده

و مهما تطوّر العلم فانّ الإنسان يطّلععلى مزيد من هذه الحسابات و التقديراتالإلهيّة الدقيقة في عالم الوجود، و التيتشمل الكائنات المجهرية و الأجرامالسماوية العظيمة.

فمثلا: نسمع عن روّاد الفضاء أنّهم طبقاللحسابات العلمية الدقيقة التي أنجزتبواسطة مئات الأفراد المتخصّصينالمستخدمين العقول الإلكترونية، أنّهمسيهبطون بسفنهم الفضائية بنفس النقطةالمحدّدة لهم على سطح القمر، مع العلم أنّكلّ شي‏ء سيتغيّر في الفترة الزمنية التيتسير فيها السفينة الفضائية بين الأرض والقمر، حيث يدور القمر حول نفسه و كذلك حولالأرض و يتغيّر مكانه بصورة كليّة، و تدورالأرض حول نفسها، و كذلك حول الشمس و بسرعةفائقة. و لأنّ جميع هذه التغييرات والحركات محسوبة، و مقدّرة بصورة مضبوطة ودقيقة بحيث لا تتخلّف عن هذه الأنظمة،يستطيع الفضائيون الهبوط في النقطةالمحدّدة لهم على سطح القمر نتيجة تلكالحسابات و التقديرات الدقيقة.

و يستطيع المنجّمون كذلك من التنبّؤبالخسوف و الكسوف الجزئي و الكلّي، و قبلعشرات السنين، و في مختلف نقاط العالم، وتلك قرائن و دلائل على دقّة المقاييس فيهذا الوجود العظيم.

و في الكائنات الصغيرة و الديدان الدقيقةنلاحظ دقّة المقاييس و الحساب بصورة تدعوللظرافة و الإعجاب و الانبهار عند مانشاهد طبيعة العروق و الأعصاب و الأجهزةالمختلفة لهذه الكائنات.

و عند ما ندقّق في الكائنات المجهريةكالمكروبات و الفيروسات و الأميبيات يبلغإعجابنا أوجه لما نلاحظه من الدقّة فيها،حيث إنّ الواحد على الألف من المليم و أصغرمن ذلك يدخل في عالم الحساب، و الأعجب منذلك حينما ندخل عالم الذرّة حيث تصل الدقةفيها إلى حدّ لا يصدّق و خارج عن الحدودالمألوفة.

إنّ هذه المقاييس ليست مختّصة بالمسائلالكميّة فقط، بل إنّ التركيبات‏