امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 376
نمايش فراداده

الآيات [سورة الرحمن (55): الآيات 26 الى 30]

كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (26) وَ يَبْقى‏وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (27) فَبِأَيِّ آلاءِرَبِّكُما تُكَذِّبانِ (28) يَسْئَلُهُمَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّيَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّآلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (30)

التفسير

كلّ شي‏ء هالك إلّا وجهه

استمرارا لشرح النعم الإلهيّة، في هذهالآيات يضيف سبحانه قوله: كُلُّ مَنْعَلَيْها فانٍ و هنا يتساءل كيف يكونالفناء نعمة إلهية؟

و للجواب على هذا السؤال نذكر ما يلي: يمكنألّا يكون المقصود بالفناء هنا هو الفناءالمطلق، و إنّما هو الباب الذي يطلّ منهعلى عالم الآخرة، و الجسر الذي لا بدّ منهللوصول إلى دار الخلد، بلحاظ أنّ الدنيابكلّ نعمها هي سجن المؤمن، و الخروج منهاهو التحرر من هذا السجن المظلم.

أو أنّ النعم الإلهيّة الكثيرة- المذكورسابقا- يمكن أن تكون سببا لغفلة البعض وإسرافهم فيها بأنواع الطعام و الشراب والزينة و الملابس و المراكب و غير