امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
ذلك. ممّا يستلزم تحذيرا إلهيّا للإنسان،بأنّ هذه الدنيا ليست المستقّر، فالحذر منالتعلّق بها، و لا بدّ من الاستفادة من هذهالنعم في طاعة اللّه .. إنّ هذا التنبيه والتذكير بالرحيل عن هذه الدنيا هو نعمةعظيمة.الضمير في (عليها) يرجع إلى الأرض التي وردذكرها في الآيات السابقة، بالإضافة إلىالقرائن الاخرى الموجودة، لذا فهو واضح.كما أنّ المقصود مَنْ عَلَيْها هم الجنّ والإنس مع العلم أنّ بعض المفسّرين احتملواأنّ الحيوانات و الكائنات الحيّة جميعامشمولة بهذا المعنى.و بما أنّ كلمة (من) تستعمل غالبا للعاقل،لذا فالمعنى الأوّل هو الأنسب.صحيح أنّ مسألة الفناء لا تنحصر بالإنس والجنّ فقط، و لا تختّص بالكائنات الموجودةعلى الأرض فحسب، حيث يصرّح القرآن الكريمبأنّ أهل السماء و الأرض جميعا يفنون، وذلك في قوله: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّاوَجْهَهُ، «1» و لكن لمّا كان الحديث يدورحول أهل الأرض، لذا فهم المقصودون.و يضيف في الآية اللاحقة قوله سبحانه: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.«وجه» معناه اللغوي معروف و هو القسمالأمامي للشيء بحيث يواجهه الإنسان فيالطرف المقابل، و استعمالها بخصوص لفظالجلالة يقصد به (الذات المقدّسة).فسّر البعض وَجْهُ رَبِّكَ بمعنى الصفاتالإلهية المقدّسة، التي عن طريقها تنزلنعم و بركات اللّه على الإنسان كالرحمة والمغفرة و العمل و القدرة.و يحتمل أن يكون المقصود هي الأعمال التيتنجز من أجل اللّه، و بناء على هذا فالجميعيفنى، و الشيء الباقي هي الأعمال التيتنجز بإخلاص و لرضى اللّه