امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 413
نمايش فراداده

و أشباهه «1».

و مرّة اخرى يكرّر السؤال نفسه بقولهتعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ.

و يضيف سبحانه وصفا آخر لحوريات الجنّةحيث يقول: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌقَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ «2».

و يستفاد من الآيات القرآنية أنّ الزوجينالمؤمنين في هذه الدنيا سيلتحقان فيالجنّة مع بعضهما و يعيشان في أفضلالحالات «3».

و يستفاد أيضا من الرّوايات أنّ درجة ومقام زوجات المؤمنين الصالحات أعلى و أفضلمن حوريات الجنّة «4» و ذلك بما قمن به فيالدنيا من صالح الأعمال و عبادة اللّهسبحانه.

ثمّ يضيف تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِرَبِّكُما تُكَذِّبانِ.

و في آخر وصف للنعم الموجودة في هذهالجنّة يذكر سبحانه تعالى: مُتَّكِئِينَعَلى‏ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِيٍّحِسانٍ.

«رفرف» في الأصل بمعنى الأوراق الواسعةللأشجار، ثمّ أطلقت على الأقمشة الملوّنةالزاهية التي تشبه مناظر الحدائق.

«عبقري» في الأصل بمعنى كلّ موجود قلّنظيره، و لذا يقال للعلماء الذين يندروجودهم بين الناس (عباقرة) و يعتقد الكثيرأنّ كلمة (عبقر) كان في البداية اسمالمدينة (بريان) انتخبه العرب لها، لأنّ هذهالمدينة كانت في مكان غير معلوم و نادر.لذا فإنّ كلّ موضوع يقلّ نظيره ينسب لها ويقال «عبقري»، و ذكر البعض أنّ «عبقر»كانت مدينة تحاك فيها أفضل المنسوجاتالحريرية «5».

1- لسان العرب و مجمع البحرين و المنجد.

2- حول معنى الطمث أعطينا توضيحا كافيا فينهاية الآية رقم (56) من نفس السورة.

3- الرعد، 23، و المؤمن، 8.

4- الدّر المنثور، ص 151.

5- تفسير أبو الفتوح الرازي نهاية الآيةمورد البحث.