امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و المعنى الأصلي لهذه الكلمة متروك فيالوقت الحاضر و تستعمل كلمة «عبقري» ككلمةمستقلّة بمعنى نادر الوجود، و تأتي جمعافي بعض الأحيان، كما في الآية مورد البحث.و (حسان) جمع (حسن) على وزن «نسب» بمعنىجيّد و لطيف.و على كلّ حال فإنّ هذه التعابير حاكيةجميعا عن أنّ كلّ موجودات الجنّة رائعة:الفاكهة، الغذاء، القصور، الأفرشة ... والخلاصة أنّ كلّ شيء فيها لا نظير له و لاشبيه في نوعه، و لا بدّ من القول هنا أنّهذه التعبيرات لا تستطيع أبدا أن تعكس تلكالإبداعات العظيمة بدقّة، و إنّها تستطيع-فقط- أن ترسم لنا صورة تقريبية من الصورةالحقيقيّة للموجودات في الجنّة.و للمرّة الأخيرة و هي (الحادية والثلاثون) يسأل سبحانه جميع مخلوقاته منالجنّ و الإنس هذا السؤال: فَبِأَيِّآلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.هل النعم المعنوية؟ أم النعم الماديّة؟أم نعم هذا العالم؟ أم الموجودة فيالجنّة؟ إنّ كلّ هذه النعم شملت وجودكم وغمرتكم .. إلّا أنّه- مع الأسف- قد أنساكمغروركم و غفلتكم هذه الألطاف العظيمة، ومصدر عطائها و هو اللّه سبحانه الذي أنتمبحاجة مستمرّة إلى نعمه في الحاضر والمستقبل .. فأيّا منها تنكرون و تكذّبون؟و يختم السورة سبحانه بهذه الآية الكريمة:تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.«تبارك» من أصل (برك) على وزن (درك) بمعنىصدر البعير، و ذلك لأنّ الجمال حينما تبركتضع صدرها على الأرض أوّلا، و من هنااستعمل هذا المصطلح بمعنى الثبات و الدوامو الاستقامة، لذا فإنّ كلمة (مبارك) تقالللموجودات الكثيرة الفائدة، و أكرم منتطلق عليه هذه الكلمة هي الذات الإلهيّةالمقدّسة باعتبارها مصدرا لجميع الخيراتو البركات.