وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَوَ ما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّالَّذِينَ كَفَرُوا. «1»
الثانية: هو أنّنا نلاحظ مشاهد المعاد فيهذا العالم تتكرّر أمامنا في كلّ سنة و فيكلّ زاوية و كلّ مكان، حيث مشهد القيامة والحشر في عالم النبات، فتحيى الأرض الميتةبهطول الأمطار الباعثة للحياة قال تعالى:إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِالْمَوْتى، «2» و قد أشير إلى هذا المعنىكذلك في الآية 6 من سورة الحجّ.
إنّ هذه المسألة تطرح عادة في اصول الفقه،و هي أنّنا لا نستطيع إثبات الحكم الشرعيعن طريق القياس كقولنا مثلا: (إنّ المرأةالحائض التي يجب أن تقضي صومها يجب أن تقضيصلاتها كذلك)- أي يجب أن تكون استنتاجاتنامن الكلّي إلى الجزئي، و ليس العكس- وبالرغم من أنّ علماء أهل السنّة قد قبلواالقياس في الغالب كأحد مصادر التشريع فيالفقه الإسلامي، فإنّ قسما منهميوافقوننا في مسألة (نفي حجيّة القياس).
و الظريف هنا أنّ بعض مؤيّدي القياسأرادوا أن يستدلّوا بمقصودهم بالآيةالتالية: وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُالنَّشْأَةَ الْأُولى أي قيسوا النشأةالاخرى (القيامة) على النشأة الاولى(الدنيا).
إلّا أنّ هذا الاستدلال عجيب، لأنّهأوّلا: إنّ المذكور في الآية هو استدلالعقلي و قياس منطقي، ذلك أنّ منكري المعادكانوا يقولون: كيف تكون للّه القدرة علىإحياء العظام النخرة؟ فيجيبهم القرآنالكريم بالمفهوم التالي: إنّ القوّةالتي
1- سورة ص، 37. 2- فصّلت، 39.