امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و التي هي الهدف لحياة و فناء هذه الدنيا،و من البديهي لأي شخص لم ير الدار الآخرةأنّه لن يستطيع إدراكها و معرفة قوانينهاو الأنظمة المسيطرة عليها من خلال الألفاظو الصور التي تنقل لنا عنها، نعم إنّنانستطيع أن نرى شبحها و ظلالها فقط منالتصوير اللفظي لها، و لذا فإنّ الآيةأعلاه تعكس هذه الحقيقة، حيث تذكر أنّاللّه سيخلقنا في عالم جديد و بأشكال وظروف جديدة لا ندرك أسرارها «1».و في آخر آية- مورد البحث- يتحدّث سبحانهعن رابع دليل للمعاد حيث يقول: وَ لَقَدْعَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولىفَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ.هذا الدليل نستطيع بيانه بصورتين:الاولى: في المثال التالي: إذا كنا نسير فيصحراء و شاهدنا قصرا مهيبا عظيما مثيراللإعجاب في محتوياته و مواد بنائه وهندسته، و قيل لنا: إنّ الهدف من هذا القصرهو استعماله كمحطّة للراحة و الهدوء لعدّةساعات فقط لقافلة صغيرة .. فإنّنا سنحكم فيأنفسنا بصورة قاطعة على عدم الحكمة في هذاالعمل، إذ من المناسب لمثل الهدف المتقدّمذكره أن تعد خيمة صغيرة فقط.و على هذا فإنّ خلق هذه الدنيا العظيمة وما فيها من أجرام سماوية و شمس و قمر وأنواع المخلوقات الأرضية الاخرى، هل يمكنأن يكون لهدف صغير محدود، كأن يعيشالإنسان فيها بضعة أيّام؟ كلّا ليس كذلك،و إلّا فانّه يعني أنّ خلق العالم سيكونبدون هدف، و لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ هذهالمخلوقات العظيمة قد خلقت لموجود شريف-مثل الإنسان- ليعرف اللّه سبحانه منخلالها، معرفة تكون رأسماله الوحيد فيالدار الآخرة، فالهدف إذن هو الدارالآخرة، و هذا دليل آخر على المعاد.و هذا البيان هو ما نجده في الآية الشريفة: