امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 70
نمايش فراداده

داخلة فيه قطعا.

و في الآية التالية ذمّ شديد للكاذبين وتهديد لتخرّصاتهم إذ تقول: قُتِلَالْخَرَّاصُونَ.

و «الخرّاص» من مادّة «خرص»- على زنة درس-و معناه في الأصل كلّ كلام يقال تخمينا أوظنّا، و حيث أنّ مثل هذا الكلام غالبا مايكون كذبا فقد استعملت هذه الكلمة فيالكذب أيضا .. فيكون المعنى من «الخراصون»هو:

أولئك الذين يطلقون كلمات عارية منالصحّة و لا أساس لها، و المراد منها هنا-بقرينة الآيات التالية- هو: أولئك الذينيحكمون أو يقضون في شأن القيامة و المعادبكلام لا أساس له بعيد عن المنطق.

على كلّ حال، فإنّ هذا التعبير هو في شكلدعاء عليهم .. دعاء يدلّ على أنّهم«موجودات» تستحقّ الفناء و القتل، فعدمهمخير من وجودهم! كما فسّر بعضهم «القتل» هنابالطرد و اللعن و المحروميّة عن رحمةاللّه.

و من هنا يمكن أن يستفاد من هذا الحكمالكلّي أيضا أنّ القضاء بلا دليل و لا مدركأو مستند بيّن بل على الظنّ و الحدس هو عمليسوق إلى الضلال و يستحقّ اللعن و العذاب.

ثمّ يعرّف القرآن هؤلاء الخراصين الكذبةفيقول: الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍساهُونَ.

«الغمرة» في الأصل معناها الماء الغزيرالذي يغطّي محلا ما .. ثمّ استعملت علىالجهل السحيق الذي يغطيّ عقل الشخص! و كلمة«ساهون» جمع لـ «ساه» و هي مشتقّة من«السهو» و المراد بها هنا الغفلة.

و قال بعضهم إنّ الجهل على مراحل. فالاولىهي «السهو و الاشتباه»، ثمّ «الغفلة» وبعدها «الغمرة».