امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
فيكون المعنى بناء على هذا أنّهم ابتدوامن مرحلة السهو، ثمّ انساقوا إلى مرحلةالغفلة، و لما استمرّوا و واصلوا في هذاالطريق غرقوا في الجهل تماما، و الجمع بينهذين التعبيرين «السهو» و «الغمرة» في هذهالآية لعلّه إشارة إلى بداية هذه الحركة ونهايتها.فعلى هذا يكون المراد من كلمة «الخراصون»هم الغارقون في جهلهم و كلّ يوم يتذرّعونبحجّة واهية فرارا من الحقّ.و لذلك فهم دائما: يَسْئَلُونَ أَيَّانَيَوْمُ الدِّينِ.جملة «يسألون» و الفعل للمضارع يدلّ علىأنّهم يثيرون هذا السؤال أيّان يومالدين؟! باستمرار ... على أنّه ينبغي أنيكون يوم القيامة و موعده مخفيا.ليحتمل كلّ أحد أنّه محتمل الوقوع في كلّأيّ زمان، و يحصل منه الأثر التربويللإيمان بيوم القيامة الذي هو بناءالشخصية و الاستعداد الدائم.و هذا الكلام يشبه تماما كلام المريض إذيسأل طبيبه مثلا: متى يكون آخر عمري ويكرّر عليه السؤال باستمرار، فكلّ أحديعدّ هذا السؤال هذرا و يقول:المهمّ أن تعرف أنّ الموت حقّ لتعالج نفسكو لئلّا تبتلى بالموت السريع.إلّا أنّهم لم يكن لهم من هدف سوىالاستهزاء أو التذرّع بالحجج الواهية و لميكن سؤالهم عن تاريخ يوم القيامة و زمانهبحقّ! إلّا أنّه و مع هذه الحال فإنّالقرآن يردّ عليهم مجيبا بلغة شديدة ويعنّفهم يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِيُفْتَنُونَ.و عندئذ يقال لهم هنالك: ذُوقُوافِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِتَسْتَعْجِلُونَ و الفتنة في الأصلاختبار الذهب في موقد النار ليمتاز الخالصمن غيره، و من هنا فقد استعملت «الفتنة»على أيّ نوع كان من أنواع الامتحان أوالاختبار، كما استعملت على دخول الإنسانالنار، كما تستعمل في البلاء و العذاب وعدم الراحة كما تشير إليه الآية محل البحثهنا.