امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و هذا التعبير في الحقيقة إنّما هواستدلال على بطلان ادّعاء المخالفين فيشأن التوحيد و المعاد و النّبي و القرآن «وإن كان اعتماد هذه الآيات في الأساس علىمسألة المعاد كما تدلّ عليه القرينة فيالآيات التالية»!.و نعرف أنّه يستند دائما لكشف كذبالمدّعين الكذبة سواء في المسائلالقضائية أو المسائل الاخرى على تناقضكلامهم و تضادّه، فكذلك القرآن يعوّل علىهذا الموضوع تماما! و في الآية التاليةيبيّن القرآن علّة الانحراف عن الحقّفيقول: يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ أييؤفك عن الإيمان بالقيامة و البعث كلّمخالف للحقّ! و إلّا فإنّ دلائل الحياة بعدالموت واضحة و جليّة! و ينبغي الالتفات إلىأنّ تعبير الآية عامّ و مغلق، و ترجمتهاالحرفية هي «ليصرف عنه من هو مصروف».لأنّ «الإفك» في الأصل يطلق على صرفالشيء، فلذا يطلق على الكذب الذي فيهتأثير انحرافي بأنّه إفك، كما يطلق علىالرياح المختلفة بأنّها «المؤتفكات».و لكن مع ملاحظة أنّ الكلام كان في الآياتالمتقدّمة على المعاد و القيامة، فمنالمعلوم أنّ المراد الأصلي من الانحراف والإفك هنا هو الانحراف عن هذه العقيدة ..كما أنّه حيث كان الكلام في الآيةالمتقدّمة عن اختلاف كلام الكفّار وتناقضهم فيعلم أنّ المراد هنا من الآية همأولئك المنحرفون عن الإيمان بالمعادالذين انحرفوا عن مسير الدليل العقلي والمنطق السليم الباحث عن الحقّ! و بالطبعلا مانع أن يكون المراد من «الإفك» هنا هوالانحراف عن قبول الحقّ أيّا كان نوعه،سواء كان هذا الانحراف عن القرآن أمالتوحيد أو النبوّة أو المعاد «و من هذاالقبيل مسألة ولاية الأئمّة المعصومينالواردة في بعض الرّوايات» و لكن مسألةالقيامة و المعاد على كلّ حال التي هيالموضوع الأصلي