تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

نسخه متنی -صفحه : 533/ 498
نمايش فراداده

«وَ أَصَرُّوا» على كفرهم «وَاسْتَكْبَرُوا» عن إجابتي «اسْتِكْباراًثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً»للتغليظ أو مجاهرا «ثُمَّ إِنِّيأَعْلَنْتُ لَهُمْ» الدعوة «وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً» فجمعت بينالأمرين زيادة للتغليظ و ثم للتراخي فيالمراتب أو تفاوتها «فَقُلْتُاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ» بالتوبة منكفركم «إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً» لمناستغفره «يُرْسِلِ السَّماءَ» المطر وكان قد حبس عنهم و أعقمت نساؤهم أربعين سنة«عَلَيْكُمْ مِدْراراً» كثير الدر «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ» بساتين «وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً» جارية «مالَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً» لاتخافون عظمته فتوحدوه أو لا تعتقدون لهثباتا فتخشوا عقوبته «وَ قَدْ خَلَقَكُمْأَطْواراً» نطفة ثم علقة إلى آخره أوأحوالا أي مختلفين أصنافا و أوصافا «أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُسَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً» فسر في الملك«1»

(1) انظر الآية 3 منها.

«وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ» فيمجموعهن لصدقه بالسماء الدنيا «نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً» شبهت به لأنضوءها ذاتي و لإذهابها ظلمة الليل «وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ» أنشأكم «مِنَالْأَرْضِ» إذ أنشأ آبائكم و أغذيتكم منها«نَباتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها»أمواتا «وَ يُخْرِجُكُمْ» منها أحياءللبعث «إِخْراجاً» أكد به كالسابق وإيذانا بتحقق الإعادة كالبدء «وَ اللَّهُجَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً» مبسوطة«لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً»واسعة «قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْعَصَوْنِي» فيما أمرتهم به «وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ «2»

(2) ولده: بضم أوله و سكون اللام. إِلَّاخَساراً» اتبعوا رؤساءهم الذين بطرواالنعمة عليهم بالمال و الولد حتى صيروهاسببا لزيادة خسارتهم «وَ مَكَرُوامَكْراً كُبَّاراً» كبيرا جدا فإنهمكذبوا نوحا و حرضوا سفلتهم على أذاه «وَقالُوا» لهم «لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ»خصوا منها خمسة فقالوا «وَ لا تَذَرُنَّوَدًّا» بالفتح و الضم «وَ لا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً» قيل هيأسماء قوم صلحاء بين آدم و نوح فلما ماتواصوروهم ليقتدوا بهم ثم عبدوا ثم انتقلتإلى العرب «وَ قَدْ أَضَلُّوا» أي الرؤساءأو الأصنام «كَثِيراً» كقوله" إِنَّهُنَّأَضْلَلْنَ كَثِيراً" «وَ لا تَزِدِالظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا» عن الجنةأو إلا خذلانا أو عذابا نحو" لَفِي ضَلالٍوَ سُعُرٍ" «مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ» «3»

(3) خطاياهم.

من أجلها «أُغْرِقُوا» بالطوفان«فَأُدْخِلُوا ناراً» عذبوا بها عقيبالإغراق تحت الماء عذاب القبر أو فيالآخرة و التعقيب لعدم الاعتداد بمدةالبرزخ و نكرت تعظيما «فَلَمْ يَجِدُوالَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً»يمنعونهم منها «وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لاتَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَالْكافِرِينَ دَيَّاراً» نازل دار أيأحدا دعا عليهم بعد أن عرف طباعهم بصحبتهمألف سنة إلا خمسين عاما و أوحى الله إليه:"أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَإِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ" «إِنَّكَ إِنْتَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لايَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» علمذلك بالوحي «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ»منزلي أو مسجدي‏