تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 187
نمايش فراداده

الحقّ و وعد الصدق و كلماته التامّات وأسمائه العظام.

فرتّب عليها وجود الكائنات كالإنسان والحيوان و النبات، و بوجود الإنسان تمّغاية الأكوان. و هو خليفة اللّه في أرضه وعالمه السفلى ثمّ في العالم العلوي، لأنّاللّه خلقه بيديه فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْرَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ (218) وعلّمه الأسماء و فضّله على ملائكة الأرض والسماء.

و بعد:

اعلم أيّها الخائض في بحار معارف القرآن،إنّ الإنسان أعدل شاهد على آيات الربوبيّةو أسرار الإلهيّة، و أدلّ دليل على صفاتربّه الجليل، فاسئل به خبيرا إن أردت أنتسلك سبيل الحقّ شاهدا بصيرا.

إذ هو على بيّنة من ربّه لأنّه ممّا خلقهعلى صورة الهدى، كما ثبت‏ في الحديث المتّفق عليه: «إنّ اللّه خلقآدم على صورة الرحمن «1»» هذا من حيث الدلالة السمعيّة إذ كان لايصدق كل أحد فيما يدّعى فيه الكشف و الشهودبالبصيرة الباطنة أو الإلهام و التعريفالإلهي ما لم يدخل فيه الأوضاع الحسيّةكالرؤية بهذه الآلة أو الشهادة أو الروايةأو الإجماع أو القياس المنتهى إلى النصّ.

و هذه كلّها من أضعف الدلائل فيالإعتقادات التي لا يعرف إلّا بنورالهداية الربّانية و العلوم اللدنيّة.

و أما من انفتحت بصيرته و انكشفت لهطريقته، يعلم و يتيقّن إنّ الإنسان ممّاأوجده اللّه شاهدا على ذاته و صفاته وأفعاله مخبرا عن كيفيّة إلهيّته و صنعه وخلقه و أمره للمضاهاة الواقعة بينه و بينالربّ تعالى ظاهرا و باطنا، و المحاذاةالثابتة ذاتا و صفاتا و أسماء و أفعالا كمافصّله العلماء الشامخون و الفضلاءالمتألّهون.

فهو عيبة علم الله و خزانة معرفته و معدنحكمته علما و عينا

1) مضى في: 107. يُؤْتِي الْحِكْمَةَ