تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 20
نمايش فراداده

الفانية المشوبة بالكدورات الممزوجةبالآفات فالاستعاذة باللّه ممّا يضرّ فيالآخرة و يضادّ للسعادة الآجلة يجب أنيكون أشدّ من الاستعاذة به ممّا يضرّ فيالدنيا و يضادّ للسعادة العاجلة علىالنسبة التي بين خيرات النشأتين و شرورها.ثمّ إن أعظم تلك الأمور تأثيرا في الإضراربجوهر النفس الإنسانية بحسب النشاةالاخروية هي الأشياء الداخلة في إهابها،الجارية مجرى الدم في عروقها و هي القوىالحيوانية المدركة و المحركة المشارإليهما في قوله: بخيلك و رجلك. لأن جميعهاإن لم يرتض بالرياضات الدينية و لم يتأدّببالآداب العقلية كانت من أعداء اللّه وأولياء الطاغوت و جنود الشيطان، لأنّهاواقعة في عالم البعد و مهوى الشياطين، و هيمفطورة مطبوعة على أفعال و أعمال مهويةمبعّدة للإنسان عن دار الكرامة و محلالقرب من الله و منبع الخير و النور فلاجرم تجيب دعوة الشيطان الذي هو رئيسالظلمة و ولي أهل الظلمات فيجب على كلّ أحدأن يستعيذ أشدّ الاستعاذة من شرور هذهالأمور الداخلة في هيكل الإنسان و هي التييكون آلة له و معينة إيّاه في سفره إلىالحقّ من وجه. و وبالا عليه من وجه فمن وجهكلها له و من وجه كلها عليه.

و كذلك حكم الشيطان و لأجل ان مبدأ شريّةهذه القوى النفسانية و الحيوانية و أصلهاهو الشيطان و هي من توابعه و جنوده عندتعصّيها عن طاعة العقل المنوّر بنور الشرعفيكون شريرة مثله و أنزل منه فوقعالاستعاذة تارة منه كما في قوله: أعوذباللّه من الشيطان الرّجيم و تارة من هذهالقوى كما في قوله: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّالْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَ مِنْشَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ- إلى قوله- وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ و يقرب منهذا قوله تعالى قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَ أَعُوذُبِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [23/ 97- 98]