تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 406
نمايش فراداده

و قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَإِلَّا هُوَ [3/ 18] فبيّن إنّه الدليل علىنفسه.

و ليس ذلك بمتناقض بل طرق الاستدلال فكممن طالب عرف الحق بالنظر إلى الموجودات، وكم من طالب عرف بالنظر إليه، و به كلّالموجودات. كما قال بعضهم:

عرفت ربّي بربّي و لو لا ربّي لما عرفتربّي.

و قد وصف اللّه نفسه بأنه المحيي والمميت، ثمّ فوّض الموت و الحيوة إلىملكين ففي الخبر: إن ملك الموت و ملكالحيوة تناظرا، فقال ملك الموت: أنا أميت،و قال ملك الحيوة: أنا احيي الأموات. فأوحىاللّه إليهما: كونا على عملكما و ماسخّرتما له من الصنع.

فإنّي أنا المميت و أنا المحيي لا مميت ولا محيي سواي.

فالمحقّق أضاف الكلّ إلى اللّه لأنه عرفالحقّ و الحقيقة.

و لمّا جرى بيت لبيد على لسان بعضالأعراب، قصدا أو اتّفاقا، صدّقه الرسول صلى الله عليه وآله فقال «1»:أصدق بيت قاله الشاعر، قول لبيد: ألا كلّشي‏ء ما خلا اللّه باطل‏ أي كلّ مالا قوام له بنفسه، و إنّما قوامهبغيره، فهو باعتبار نفسه باطل، و إنّماحقيّته و حقيقته بغيره لا بنفسه. فإذا لاحقّ بالحقيقة إلا القيّوم الحقّ الذي ليسكمثله شي‏ء، فإنّه قائم بذاته و كلّماسواه قائم بقدرته، فهو الحقّ و ما سواهباطل، و لنرجع إلى ما كنّا بصدده.

فصل [رد احتجاجات المعتزلة]

اعلم إنّ المعتزلة لما كان أصل اعتقادهمإنّ فاعل الكفر و الجهل و الظلمة و سائرالشرور الواقعة في هذا العالم هو غيراللّه، أشكل عليهم قوله: فزادهم اللّهمرضا، قالوا:

1) البخاري: باب أيام الجاهلية: 5/ 53: «أصدقكلمة قالها ....».