تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 410/ 10
نمايش فراداده

و الجحيم وجودها معلومة لبعض العلماء،يدرك مرّة بإدراك يسمّى «علم اليقين» ومرّة بإدراك يسمّى بـ «عين اليقين»، و عيناليقين لا يكون إلّا في الآخرة، و علماليقين قد يكون في الدنيا، و لكن للذين وفيّ حظّهم من نور اليقين، فلذلك قال تعالى:كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَالْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ أي:في الدنيا ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَالْيَقِينِ [102/ 5- 7] أي: في الآخرة.

و الدليل على كون النار الاخرويّة كامنةفي جميع الأجرام الدنياوية التي هي بمنزلةالوقود و الحشيش لها- سواء كانت حارّةيابسة كالنار، او باردة رطبة كالماء- قولهتعالى: أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً [71/25] و قوله: وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ [52/ 6]و قوله فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِيوَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ [2/ 24].

و الأحاديث في هذا الباب كثيرة:

منها ما يروى إنه قال صلى الله عليه وآله «1»: لايركبنّ رجل بحرا إلّا غازيا أو معتمرا،فإنّ تحت البحر نارا. أو تحت النار بحرا.

و منها:

إنّه قال صلى الله عليه وآله: البحر كلّهنار في نار.

و عن ابن عبّاس: إنّ النار تحت سبعة أبحرمطبقة.

و منها «2»:

ما ورد في حديث المعراج إنّه رأى فيالسماء الدنيا آدم أبا البشر، و كان عنيمينه باب يأتي من قبله ريح طيبّة و عنشماله ريح منتنة فأخبره جبرئيل إنّ أحدهماهو الجنّة و الآخر هو النّار.

و منها ما في حديث الكسوف إنّه قال صلى الله عليهوآله: ما من شي‏ء توعدونه إلّا قد رأيته فيصلاتي هذه، لقد جي‏ء بالنار و ذلك حينرأيتمونى تأخّرت مخافة أن يصيبني من نفخها(الحديث) «3».

(1) جاء ما يقرب منه في أبي داود، كتابالجهاد، باب 9: 3/ 6.

(2) جاء ما يقرب منه في الأمالي للصدوق- ره-:المجلس 69: 449.

(3) المسند: 3/ 38: أن يصيبني من لقحها.