تفسیر کتاب اللّه المنزل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و منها «1» أيضا ما يدلّ على أن النار فيالسماء كما ذكره المجاهد و الضحّاك فيقوله تعالى وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْوَ ما تُوعَدُونَ إنّ المراد هو الجنّة والنار، و كما يروى في حديث المعراج أيضا «2» إنّه صلىالله عليه وآله رأى في السماء الدنيامالكا خازن النار و فتح له طريقا من طرقالنار لينظر إليها حتى ارتقى إليها مندخانها و شررها و ما عن يساره من الباب.إذا تمهّدت هذه المقدّمات فنقول: إنّاللّه تعالى أراد أن يكشف عن حالالمنافقين الذين كانوا مشتغلين باكتسابالظواهر و الاغترار ببعض الآثار، و لميباشر الايمان قلوبهم و اقتصروا على البحثو التكرار، و صرفوا كدّهم في الصرف و النحوو الأشعار و حفظ قوالب الأحاديث و الأخبارطلبا لحطام هذه الدار، و تقرّبا إلىالسلاطين و الأشرار بحال من استوقد نارا وهي نار النفس الوقّادة التي تستوقد أولامن أشعّة المدارك الحسيّة المتنوّرة بنورالصور المحسوسة و هذه الأنوار الحسيّةالتي تنفعل منها الحواسّ و تخرج بها منالقوّة إلى الفعل أنوار حادثة متجدّدةزائلة عند فتور القوى و دثورها حيناستيلاء المرض و الهرم عليها، و إنّماالفائدة فيها تنبّه النفس بصور هذهالمدركات لتنتقل منها إلى إدراك صورهاالعقليّة و أنوارها المعنويّة الحاصلة فيعالم الأنوار و بها تخرج قوّتها العاقلةإلى الفعل و تستسعد بالسعادة الاخرويّة.فمن اقتصر حاله في استعمال هذه القوى لالأجل تحصيل المعارف الإلهيّة و التنوّربأنوار الدائمة فهو كمن استوقد نارا واستضاء ما حول نفسه بتلك النار، و هي القوىالحسّاسة و المحرّكة و حين أضاءت النار ماحوله من القوى و المدارك الخارجة عن ذاتهقبل أن يبلغ أثر الضوء إلى نفسه، ذهب اللّهبنورهم أي بنوره و بنور