يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوارَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُالْأَرْضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءًوَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءًفَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِرِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِأَنْداداً وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) اعلم ان في هذه الاية نكات لطيفة و مسائلغامضة و علوما شريفة و حكما عقلية و أنواراإلهية و أسرارا ربوبية:
أما النكات:
فأوليها: إن من عادة اللّه سبحانه في هذاالكتاب أن يخاطب جمهور المكلّفين بـ «ياأيّها الناس» و أهل المعرفة و الايمانمنهم بـ «يا أيّها الذين آمنوا» و لأهل(أهل- ظ) الولاية و القرب بـ «يا عبادي»تنبيها على تفاوت الدرجات، و تباين الرتبو المقامات فإنّ لنوع الإنسان درجاتمتفاوتة في الحقيقة و الذات عند أهلالشهود.فمن الناس من هو في طبقه النفس الحيوانيةإلّا أنه قابل للترقي بالتكليف- و هم أكثرالناس- و منهم من تجاوزها و بلغ حدود النفسالناطقة- و هم العلماء- و منهم من بلغ إلىمرتبة العقل بالفعل- و هم عباد اللّهالربّانيون- فهذا الخطاب متوجّه إلى جميعالناس- مؤمنهم و كافرهم- إلّا من هو خارج عنحدود التكليف