تفسیر کتاب اللّه المنزل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و ما سيكون في اليقظة لا يبيّن لك في النومإلّا بضرب الأمثال المحوجة إلى التعبير وكذلك ما سيكون في يقظة يوم القيامة لايبيّن لك في ليالي حجب الدنيا إلّا في كسوةالأمثال و اعنى بكسوة الأمثال ما تعرفه منعلم التعبير فإنّ شأن علماء التعبير أنيعبروا من الأمثلة إلى الحقائق.و لنذكر لك ثلثة أمثلة من تعبيرات ابنسيرين يكفيك إن كنت فطنا لفهم معنى المثالو نسبته إلى الحقيقة «1».فقد جاء رجل إليه و قال: رأيت كأنّ في يديخاتما اختم به أفواه الرجال و فروج النساء.فقال: إنّك مؤذّن تؤذّن في رمضان قبلالفجر. فقال: صدقت.و جاء آخر فقال: رأيت كأني أصبّ الزيت فيالزيتون. فقال: إن كان تحتك جارية اشتريتهاففتّش عن حالها فإنّها امّك، لأنّ الزيتونأصل الزيت فهو ردّ إلى الأصل فنظر فإذنجاريته كانت امّه و قد سبيت في صغره.و قال آخر له: كأنّي اعلّق الدرّ في أعناقالخنازير، فقال: إنّك تعلّم الحكمة غيرأهلها و كان كما قال.فالتعبير من أوله إلى آخره مثال لعرفانطريق الأمثال و ليس للأنبياء عليهم السلامأن يتكلّموا مع الخلق إلّا بضرب الأمثال،لأنّهم كلّفوا أن يكلّموا الناس على قدرعقولهم، و قدر عقولهم إنّهم في النوم، كما ورد: «الدنيا دار منام، و العيش فيهاكأحلام».و النائم لا ينكشف له شيء إلّا بصورةالمثل فإذا ماتوا انتبهوا و وصلوا إلىتعبير منامهم و عرفوا إن المثل المضروبلهم كان صادقا كلّه.و إنّما نعنى بالمثل أداء المعنى او وجودهفي صورة إن نظر إلى معناه و باطنه وجدصادقا، و إن نظر إلى صورته و ظاهره وجدكاذبا.