فصل [السماوات السبع]
إنّ ما ذكر في القرآن من عدد السموات لايزيد على السبع، و أما أهل الهيئة و أصحابالتعاليم الرصديّة فزعموا إنّ الأفلاكالكليّة تسعة: سبعة للسيّارات- كلّ في فلك-و ثامنها للكواكب الثابتة في أوضاعها،البطيئة في حركتها الخاصّة بها.و أما الفلك التاسع فهو الفلك المحيطبالكلّ، المحرّك للكلّ حركة سريعة يخالففي الجهة لحركات البواقي.و ذلك لأنّهم وجدوا كلّ كوكب متحرّكةبحركة سريعة شرقيّة مشتركة، و بحركة بطيئةغربية مختصّة به، و هم قد ذكروا في كتبهموجه انحصارها و ترتيبها المشهور.أما وجه انحصار الأفلاك الكليّة في تسعة-و معنى الفلك الكلّي عندهم ما ينتظم بهإحدى الحركات المحسوسة المعلومة بالنظرالجليل بحسب الرصد- فهو إنّهم في بادىءنظرهم رأوا تسع حركات مختلفة، فأثبتواتسعة أجرام متحرّكات فكليّة.و هذا الوجه ضعيف، إذ يمكن أن يستند إحدىهذه الحركات- إمّا الشرقيّة السريعة أوالبطيئة الشاملة- لحركات الاوجات «1» والجوزهرات «2»- لا إلى جرم مختص بأن تتعلّقبمجموع الأفلاك الثمانية نفس تحرّكهاإحدى تينك الحركتين، بل(1) الأوج: موقع كل سيارة إذا كانت في منتهىبعدها من الأرض و يقابله الحضيض.(2) الجوزهر: نقطتين يتقاطع فيه الفلكالمائل لكل سيارة و منطقة البروج (التفهيم:123).