قيل: إنّ الخطاب كان إمّا مع الذين كفروالما وصفهم اللّه بالكفر و سوء المقال و خبثالفعال، خاطبهم على طريقة الالتفات، ووبّخهم على كفرهم مع علمهم بحالهمالمقتضية خلاف ذلك، و إمّا مع الطائفتينجميعا، فإنّه لما بيّن دلائل التوحيد والنبوّة و وعدهم على الايمان و أوعد علىالكفر أكّد ذلك بأن عدّد عليهم النعمالعامّة و الخاصّة و استقبح صدور الكفرمنهم و استبعد عنهم مع تلك النعم العظيمة،فإنّ جلالة النعمة تقتضي زيادة الشكر، وبإزائها عظم العقوبة على عصيان المنعم،فمن هذا الموضع إلى قوله يا بَنِيإِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَالَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ [2/ 40] فيشرح النعم التي عمّت جميع المكلّفين، و فيضمنها ما يختصّ بالخواصّ.