تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 127
نمايش فراداده

ثمان مرات، و أكبرها تنتهي الى قريب منمائة و عشرين مرة مثل الأرض و في الاخبار: «ان ما بين كل سماء و سماءمسيرة خمس مائة عام» «1».

و انظر كيف عبّر جبرئيل عليه السلام عنسرعة حركة الكواكب إذ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هلزالت الشمس؟ فقال: لا، نعم. فقال: كيف تقول:لا، نعم؟ فقال: من حين قلت: «لا» الى أن قلت:«نعم» سارت الشمس مسيرة خمسمائة عام «2».

فانظر الى عظم شخصها ثم خفة سيرها و سرعةطاعتها، ثم انظر الى قدرة الفاطر الحكيم،كيف أثبت صورتها مع اتساع أكنافها في مرآةاحدى حدقتيك مع صغرها، حتى تجلس في الأرض وتفتح عينيك، بل أحدهما نحو السماء فترىجميعها، بل انظر الى بارئها و منشئها كيفأبدعها ثم أمسكها من غير عمد ترونها و منغير علاقة تتدلى بها بل استحفظها بعينهالتي لا تنام.

و كل العالم كبيت واحد و السماء سقفه، والعجب منك انك تطيل النظر الى بيت فيهتصاوير و زخرفات، ثم لا تلتفت بقلبك الىهذا البيت العظيم و الى أرضه و سقفه وعجائب أمتعته و غرائب حيواناته و بدائعنقوشه و تصاويره فما هذا البيت دون البيتالذي شغفت به، و مع هذا لا تنظر اليه نظرالشوق و المحبة، ليس لذلك سبب الا انه بيتربك، و هو الذي انفرد ببنائه و تزيينه وأنت معرض عن إلهك، ناس لذكره، لأنك ممننسيت نفسك فأنساك اللّه ربك لان معرفةالنفس يستلزم معرفة الرب، و نسيانهانسيانه.

و لهذه الملازمة الواقعة بين المعرفتين والنسيانين قال اللّه تعالى:

1- الترمذي: كتاب صفة الجنة الباب 8: 4/ 679 وكتاب صفة جهنم الباب 6: 4/ 709 (ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة).

2- قال العراقي (ذيل احياء علوم الدين 4/ 446):لم أجد له أصلا.