تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 150
نمايش فراداده

إِلَيْنا رَسُولًا [20/ 134] و هو بالحقيقةالنعي عليهم بأنهم في أصل الخلقة ناقصونأشقياء.

و هذا المعنى ربما لا يظهر لهم أيضا لغايةنقصانهم، كما أن الأكمه ربما لا يصدق اولىالأبصار، و لا يعرف أن التقصير منه، و أنسائر الشرائط من محاذاة المرئي و ظهورالمبصر موجود، و انما يعرف نقصانهم أربابالأبصار، فكذلك يعرف قصور الناقصين عنالبلوغ الى قبول أحكام الدين و ادراكمعالم الحق و اليقين ذووا البصائر السليمةعن غشاوة الامتراء و آفة القصور و العمى.

تتمة اختلف أهل التفسير في هؤلاء الذين قالواذلك، فعن الحسن: ان هؤلاء هم اليهود حينأمروا باطعام الفقراء.

و عن مقاتل: انهم مشركوا قريش، قالوا لهمفقراء أصحاب رسول اللّه صلى الله عليهوآله وسلم: «أطعمونا من أموالكم ما زعمتمأنه للّه» يعنون به قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَالْحَرْثِ وَ الْأَنْعامِ نَصِيباًفَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ [6/ 136]فحرموهم، و قالوا: «لو شاء اللّه لاطعمكم».

و قيل، هم الزنادقة كانوا في عهد رسولاللّه صلى الله عليه وآله يسمعون المؤمنينيعلقون أفعال اللّه بمشيته و ارادتهفيقولون: «لو شاء اللّه لاغنى فلانا» و «لوشاء اللّه لا عزّ فلانا» و «لو شاء لكانكذا» فاخرجوا هذا الجواب مخرج الاستهزاءبالمؤمنين و بما كانوا يقولونه من تعليقالأمور بمشية اللّه، معناه: أ نطعم المقولفيه هذا القول منكم؟ و ذلك لأنهم كانوادافعين أن يكون الغنى و الفقر من اللّه،لأنهم كانوا معطّلة غير قائلين بالصانع.

و عن ابن عباس: كان بمكة زنادقة فإذا أمروابالصدقة على المساكين قالوا