تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 375
نمايش فراداده

لعوارض- مسماة بالمشخصات- عرضت لحقيقةذاته أن يفتقر الى المادة الحاملةلاعراضها المفارقة، و الا فكل ذا حقيقةفهو- بما هو حق- مستغنى القوام عن المادة ولو أحقها، الا بسبب أمر غريب عارض لها،كالقصور عن البلوغ الى كمال ذاته، والنقصان عن الوصول بتمام ماهيته، لانالمادة في كل شي‏ء من حيث هي مادة له،مستهلكة في صورته إذا نسبتها الى الصورةنسبة القوة الى الفعل، و نسبة النقص الىالتمام، لأنها مأخذ للجنس، و نسبة الجنسالى الفصل بحسب تحصّل الماهية نسبة المادةالى الصورة في تحصّل الوجود.

فكما ان الجنس ماهيّة ناقصة للنوع،فالمادة وجود ناقص له، فالخشب في كونهمادة للسرير مطلقا لا يدخل فيه التعيّنالخشبي و لا غيره، و كذا حكم جميع المواد.

و لهذا حكم بعض من له توقّد في الطبع وصفاء في الذهن بالاتّحاد التّركيبي بينالمادة و الصورة، و السر فيه عموم المادة وإبهامها، بحيث يشتمل في صدقها على الأشياءو تحققها لنفس الصورة المفردة بلا قرينة-كما حقق مثله في معنى المشتق- فلو أمكنوجود الصورة مجردا عن المواد لكان الحقيقةبحالها كما في المثل الافلاطونية و الصورالمفارقة، فالعالم عالم بصورته و الإنسانانسان بروحه المدبّرة لا ببدنه.

الأصل الثاني‏

انّ تشخص بدن الإنسان المعيّن الشخصي منحيث هو بدنه انما هو بنفسه التي هي نحووجوده، و صورته المقومة مرتبة ما من آحادالمقادير، و وضع ما من أفراد الأوضاع و كيفما من أفراد الكيفيات، و أين ما من أعدادالايون، من غير أن تشترط خصوصية كل منأفراد هذه المقادير و الأوضاع و