لنار متقدمة عليها بالذات من نار اخرى وكذا الحكم في سببيّة انسان- كالأب- لإنسان-كالابن.
و بالجملة كل ماهيّة نوعية لا تكون واجبةالوجود لم يكن لها بد من علّة خارجة عنالنوع، و لا تكون علتها الا ما يتساوىنسبته الى جميع أفراده، و لا تحتاج فيإيجاده الى أمر خارج عنه و عما ينتهى اليهفي سلسلة الحاجة من زمان أو حركة، فكل ماسوى اللّه تعالى- سواء كان جوهرا أو عرضا،أو حركة أو زمانا، موجودا أو موهوما- فهيمفتقرة اليه، فائضة من لدنه، ففعله لايكون الا الامر و الإبداع و التأييس(التأسيس- ن) و الاختراع.
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء و باطنه،و ما به قوام حقيقته و ذاته فيكون مثل هذاالمبدع الحق و الجاعل المطلق علة الحدوث والهيئة دون بقاء الذات و قوام الماهية-تعالى عما يقوله الظالمون علوا كبيرا.
ان قوله: «بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّشَيْءٍ» مع قوله: «وَ إِلَيْهِتُرْجَعُونَ» يدلان على أن ذاته المقدسةعن وصمة القصور و الفتور، كما انه فاعللجميع الممكنات كذلك غاية لها، فهو أولالأشياء و آخرها، و مبدئها و تمامها،فالوجود كما صدر منه على الترتيب الصدوريو النظام النزولي، كذا ورد عليه و رجع اليهبالترتيب الصعودي و النظام العروجي علىالتعاكس في السلسلتين.
فكان أولا عقولا، ثم مجردة، ثم نفوسامنطبعة، ثم صورا منوعة، ثم صورا مجسّمة،ثم هيولى- هي نهاية تدبير الامر لقوله:يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِإِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ[32/ 5] فيكون الحادث أولا من الهيولى جسمامطلقا، ثم نوعا بسيطا، ثم مركبا، ثمنباتا، ثم حيوانا، ثم إنسانا ذا نفس مجردة