تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 443/ 98
نمايش فراداده

فهذه خلاصة ما ذكره بعض علماء الاخرة وحجج الإسلام «1»، نقلناها ليتحقق معنىالشكر، ليتضح عند التدبر أن العمدة في بابالشكر هي معرفة نعم اللّه تعالى و كيفيةصدور أفعاله سبحانه على وجه يتقدس ويتعالى عن التكثير و التجسيم في البداية،و عن التعليل و التشريك في الغرض والنهاية، و يندرج فيه تقديس الذات عنشوائب الإمكان، و توحيده عن مثالب (مثائب-ن) التركيب و النقصان.

و لهذا أشار سبحانه بعد الحث على الشكرالى ما يتوقف عليه، بل يتحقّق به من العلمبأن أسباب النعم كلها منه، و كيفية صدورالافعال عنه على وجه لا يوجب كثرة وإمكانا، و لا يقدح في وحدانية ذاته و لاتقدس صفاته بقوله:

سورة يس (36): آية 36

سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَكُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمَّا لايَعْلَمُونَ (36) و قد نزه اللّه سبحانه ذاته و عظمها أولاعن نسبة النقص في الذات، و الشين فيالصفات، و الفتور و التقصير في الافعال، وأوضح دليله ثانيا بأنه هو الذي يستحقمنتهي الحمد و غاية الشكر، فيكون الكلامكدعوى الشي‏ء ببيّنته، اي تنزيها وتعظيما و براءة عن الآفة و النقص و السوء،للذي خلق الأنواع و الاشباه و الاشكال والأمثال من كل نوع، اي كل طبيعة متكثرةالافراد، كأنواع الكائنات من اصول ثلاثة،هي الموضوعات و القوابل.

1- راجع احياء علوم الدين: كتاب الصبر والشكر، بيان حد الشكر و حقيقته:

4/ 81 و ما بعده.