تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 141
نمايش فراداده

حكمة إشراقية عرشيّة

[سريان التسبيح‏] إنّ في القرآن نصوصاقاطعة على سريان تسبيح الحقّ كسريان نورالوجود و الشهود في جميع الموجودات حتّىالجماد و النبات، و عليه دلائل و شواهدعقليّة و كشفيّة، و أمارات و إشارات ونقليّة و سمعيّة.

فمن الطريق الأوّل مسلكان:

الأوّل: إنّ كلّ موجود من الموجوداتالعالميّة دالّ لمن نظر و تأمّل فيه علىوجود صانعه و وحدانيته و علمه و إرادته وقدرته و حكمته، دلالة عقليّة واضحة. فهيكلّها مسبّحة مهلّلة محمّدة مكبّرة، إذحقيقة التسبيح و التهليل و التكبير والتحميد هي الشهادة على وحدانية الصانع وتنزيهه عن النقائص و إظهار عظمته وكبريائه، و الدلالة على إلهيّته و قدرته،سواء كانت بالألفاظ أو بالذوات أوبالصفات، و سواء كانت الدلالة بوضع واضع وجعل جاعل، أو يكون وجود الدالّ عين كونهدالّا بلا تخلّل وضع واضع و جعل جاعل.

فكلّ موجود بمنزلة كلام ناطق دالّ علىتنزيهه تعالى و تقديسه، إذ يفهم منهوحدانيّته تعالى و اتّصافه بصفات الكمال وتقدّسه عن سمات النقص و الزوال. و أعلىالمراتب في الشهادة (3) و الدلالة دلالةذاته لذاته، و شهادة صفاته على ذاته وصفاته و أفعاله، ثمّ دلالة أفعاله عليها،و هم الملائكة المقرّبون، ثمّ النفوسالصالحون المقدسون ثمّ سائر المكوّنات،كما قال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاإِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ[3/ 18] و قوله: