إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهاحافِظٌ (4) هذا جواب القسم سواء كانت «إن» نافية وذلك في قرائة «لمّا» مشدّدة بمعنى إلّا،أو كانت مخفّفة من الثقيلة- و ذلك فيقرائتها مخفّفة- على أنّ «ما» صلة، إذ علىأيّ التقديرين و أيّة القراءتين هي ممّايتلقّى به القسم، اي: ما كلّ نفس إلّاعليها حافظ مهيمن عليها رقيب، أو أنّ كلّنفس لعليها قائم مقيت.
و إنّما ادخل سور الموجبة الكليّة فيالشقّ الأوّل على النفس ليعمّ جميع النفوسمن المفارقات و الفلكيّات و العنصريّات والحافظ الرقيب لها على وجه العموم هواللّه سبحانه لقوله تعالى: وَ كانَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً[33/ 52] وَ كانَ اللَّهُ عَلى كُلِّشَيْءٍ مُقِيتاً [4/ 85].
و لكلّ نفس رقيب خاصّ و هو ملك يحفظ عملهاو يحصى عليها ما تكسب من خير و شرّ.
و روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله: «و كلّبالمؤمن مائة و ستّون ملكا يذبّون عنه كمايذبّ عن قصعة العسل الذباب، و لو و كلّالعبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفتهالشياطين» «32».
و للنفوس الإنسانيّة رقيب واحد عقليّيسمىّ بـ «روح القدس» عند أهل الشرع، و بـ«العقل الفعّال» عند الحكماء، و بـ «روانبخش» عند الحكماء الفارسيّين- و سيأتيإيضاحه.
(32) في الدر المنثور (ج 4 ص 48) ثلاثمائة وستون- و فيه إضافات اخر-.