المقدّس ما يناسب و يليق لحقيقة الحقّةالأحديّة.
و العبارة أيضا لا تساعد غير هذا، إذالأمر بتسبيح الاسم- بمعنى الصوت- غيرمناسب، لأنّه يسبّح به، لا يسبّح له. بلالمأمور به هو الاعتقاد بأنّ الفعلالربّاني و الاسم الإلهي موجود روحانيّمقدّس عن الأجسام و الجسمانيّات، مجرّد عنالأحياز و المكانيات.
و ذلك لأنّ الصادر الأوّل عن الحقّ سبحانهيجب أن يكون أمرا واحدا بالفعل، مستقلا فيالوجود و التأثير. و غير الجوهر العقلي لايكون كذلك لانتفاء الوحدة من الجسم، والفعليّة من الهيولي، و استقلال الوجود منالصورة و العرض، و التأثير من النفس.
و يؤيّد ما ذكرناه قوله سبحانه: تَبارَكَاسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ [55/ 78] لأنّ وصف الشيء بذلكيدلّ على أنّه عاقل لذاته.
و اعلم إنّ «اليمين» و «اليد» و «الأمر» و«القلم» في قوله تعالى:
وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌبِيَمِينِهِ [39/ 67] و قوله: يَدُ اللَّهِفَوْقَ أَيْدِيهِمْ [48/ 10] و قوله: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ [51/ 47] وقوله وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌكَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [54/ 50] و قوله:اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِيعَلَّمَ بِالْقَلَمِ [96/ 3] كلّها عبارات عنهذا الملك المقدّس الروحاني الذي هو يميناللّه و واسطة فيضه و قلم كتابته الحقائقعلى ألواح النفوس، و حجاب ذاته و سرادقغيبه الذي ينتهي إليه سير السالكين إلىاللّه تعالى. فلهذا أمر سيّدهم و قائدهمبتسبيحه و تمجيده الدالين على علّو الحقّو مجده.
فمن جملة الطرق الموصلة إلى معرفة علوّه ورفعته في كونه تعالى رفيعا