في الإشارة إلى اختلاف الخلق بحسبالسعادة و الشقاوة العمليتين في الآخرة.
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْتُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16) تزكّي أي: تطهّر من الشرك و المعاصي، والمراد تنقية القلب و الباطن عن الرذائللاستعداد الصلوة العقليّة و استفاضةالمعارف الحقيقيّة بالتكلّم الحقيقي معاللّه، فإن «الصلوة معراج المؤمن» و «المصلّي مناج ربّه» أو تطهّر للصّلوة، و هذا بحسب تنظيف الثوبو تهذيب البدن عن الأخباث و الأحداثلاستعداد الصلوة الجسمانيّة التي هيرياضة جسدانيّة للمؤمن بحسب حياتهالحيوانيّة.
و نسبة الصلوة المعنويّة إلى هذه الصلوةالظاهريّة نسبة الروح إلى البدن، حيثيحتاج كلّ منهما إلى الآخر ما دامت الحيوةالدنيا باقية، و أمّا عند الآخرة فلاينقطع عن العارف تلك الصلوة الروحانيّةأبدا.
و قيل: معنى: «تزكّى» تكثّر في التقوى،لأنّه من الزكاء، و هو النماء. أو «تفعّل»من الزكاة كتصدّق من الصدقة.