وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها (3) هذا القول منه يحتمل أنّ يكون بلسان الحالطبق لسان المقال، بمعنى أنّ وجود الإنسانيكشف عمّا طرأ لها في الزلزال من الأحوال وشدايد الأهوال، و ذلك عند النفخة الثانية،لمّا لفظت ما في بطنها و أخرجت أمواتهاأحياء. فيعلم إن الغرض الداعي لها في هذهالزلزلة خروج الأموات من بطنها أحياء، كمايخرج الجنين من بطن «8» الامّ عند اضطرابهاو انزجارها.
و قد روى محمّد بن علي بن بابويه القمّي-رحمه اللّه- في كتاب «من لا يحضره الفقيه»بسنده المتّصل إلى جابر بن عبد اللّهالأنصاري قال: «قال رسول اللّه صلى اللهعليه وآله إذا انقطع الرزق المقدّر للولدمن سرّة امّه زجره الملك زجرة، فانقلبفزعا من الزجرة، فصار رأسه قبل الفرج «9»،فإذا وقع إلى الأرض دفع إلى هول عظيم» - في حديث طويل «10»-.
فالمعنى- و اللّه أعلم- إنّ حضور الخلائقيوم القيامة و حشر النفوس الإنسانيّة إلىاللّه- بعد انقضاء تكونها التدريجي وانقطاع حياته الدنيويّة المسبوقةبالتكوينيات الماديّة و الاستحالاتالأرضيّة و التطورات الاستكماليّة، يكشفالغطاء عن لميّة حركات الأرض و زلازلها ويفصح عنها، لأنّ هذا اليوم يوم كشف الغطاءو يوم بروز الحقائق و ظهور السرائر، فعلىهذا يكون «ما» موصولة، و يؤيّد هذا.
(8) رحم- نسخة. (9) المصدر: المخرج. (10) الفقيه: ج 4 ص 413 الحديث رقم 5901.