تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 64
نمايش فراداده

سورة الواقعة (56): الآيات 49 الى 50

قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلى‏مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) و قرئ لمجمعون.

قد علّم اللّه نبيّه طريق رفع هذا الإعضالو لقّنه تقرير الجواب عن هذا السؤال فقال:قل يا محمّد إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ أي الذين تقدّموا عليكم منآبائكم و غير آبائكم، و الذين يتأخّرون عنزمانكم لَمَجْمُوعُونَ إِلى‏ مِيقاتِيَوْمٍ مَعْلُومٍ أي لمحشورون إلى أجلوقّت به اللّه عباده، و هو يوم معلوم عنداللّه، هو يوم القيامة، فإنّ الميقات ماوقّت به الشي‏ء.

قال صاحب الكشّاف: «إنّ هذه الإضافة بمعنى«من» كخاتم فضة».

و الحقّ أنّها بيانيّة.

و هو يوم يسع الخلائق كلّها، لأنه يشملالأيّام كلّها، لكون مقداره خمسين ألفسنة، كما أنّ أرض المحشر تسعهم أجمعينلأنّها جامعة الأرضين كلّهنّ- كما حقّقهالعارفون- فإنّ المعية و الجمعية للخلائقعلى ضرب آخر ليست كمعيّة زمانيّة أوجمعيّة مكانيّة، كيف و ليس لجميع الأزمنةزمان، و لا لجميع الأمكنة مكان، و لالمجموع هذه الدار دار اخرى، إلّا بمعنىاخرى «92» له نحو آخر من الكون.

و لنمثّل لاجتماع الخلائق عند اللّه فييوم واحد على الساهرة «93» بمثال واحدجزئيّ، و هو: إنّ ملاقات الكرة المتدحرجةمع السطح المستوي لا يكون‏

(92) آخر- نسخة.

(93) ساهرة- نسخة.