تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 456/ 69
نمايش فراداده

أشار إلى مآل ما يتنّعمون به في الدنيابقوله: هذا- أي الزقّوم و الحميم- نزلهمالدنياويّ و عاقبته في يوم الدين، و علىهذا لا يكون الظرف متعلّقا بقوله «نزلهم»فلا يكون فيه تحكّم بهم.

و يحتمل أن يكون المراد: إنّ هذا الحميم والزقّوم بصورتيهما الاخرويّتين نزلهم فيالآخرة، كما أنّهما بصورتيهماالدنياويتين نزلهم في الدنيا. فيكون الظرفمتعلّقا به و على هذا ففيه تهكّم كما فيقوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [3/21].

و قرئ نزلهم- بالتسكين-.

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): آية 57]

نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لاتُصَدِّقُونَ (57) «لو لا» كهلّا كلمة تحضيض، أي: نحنأوجدناكم أوّلا من غير مثال و حركة و إرادةزايدة و داع، فهلّا تصدّقون به، و لو لاتعلمون «4» كيفيّة الإيجاد حتّى تعلموامنها كيفيّة الإعادة، فإنّ من قدر علىخلقكم في هذه النشأة الدنياويّة من غيرمثال أقدر على إنشائكم في نشأة اخرى من غيرمثال كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ [7/ 29].

و المنكرون للبعث و إن كانوا بزعمهممصدّقين بالخلق و الإيجاد، لكن لا يعلمونتحقيقه على وجهه «5»، و لا كيفيّة ارتباطالموجودات به بوجه حتّى يعلموا النشأةالثانية الباقية، و إلّا فلم يشكّوا فيها.فكأنّهم مكذّبون بالخلق.

(4) لم لا تعلمون- نسخة.

(5) لا يعلمون بحقيقة وجهه- نسخة.