مفاتیح الشرائع

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

جلد 8 -صفحه : 175/ 170
نمايش فراداده

فيه أمده يمده، و ما كان على جهة الزيادةقيل فيه: مده يمده و منه قوله وَ الْبَحْرُيَمُدُّهُ [لقمان: 27].

المسألة السادسة:

قرأ ابن عامر منزلين مشدد الزاي مفتوحةعلى التكثير، و الباقون بفتح الزاي مخففةو هما لغتان.

المسألة السابعة:

قال صاحب «الكشاف»: إنما قدم لهم الوعدبنزول الملائكة لتقوى قلوبهم و يعزموا علىالثبات و يثقوا بنصر اللّه و معنى أَ لَنْيَكْفِيَكُمْ إنكار أن لا يكفيكم الإمدادبثلاثة آلاف من الملائكة و إنما جي‏ء بلنالتي هي لتأكيد النفي للاشعار بأنهم كانوالقلتهم و ضعفهم و كثرة عددهم كالآيسين منالنصر.

ثم قال تعالى:

[سورة آل‏عمران (3): آية 125]

بَلى‏ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذايُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِآلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ(125)

و في الآية مسائل:

المسألة الأولى:

بلى: إيجاب لما بعد (لن) يعني بل يكفيكمالإمداد فأوجب الكفاية، ثم قال: إِنْتَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا وَ يَأْتُوكُمْمِنْ فَوْرِهِمْ هذا يعني و المشركونيأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بأكثر منذلك العدد و هو خمسة آلاف، فجعل مجي‏ءخمسة آلاف من الملائكة مشروطة بثلاثةأشياء، الصبر و التقوى و مجي‏ء الكفار علىالفور، فلما لم توجد هذه الشرائط لا جرم لميوجد المشروط.

المسألة الثانية:

الفور مصدر من: فارت القدر إذا غلت، قالتعالى: حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَالتَّنُّورُ [هود: 40] قيل إنه أول ارتفاعالماء منه ثم جعلوا هذه اللفظة استعارة فيالسرعة، يقال جاء فلان و رجع من فوره، ومنه قول الأصوليين الأمر للفور أوالتراخي، و المعنى حدة مجي‏ء العدو وحرارته و سرعته.

المسألة الثالثة:

قرأ ابن كثير و أبو عمرو و عاصممُسَوِّمِينَ بكسر الواو أي معلمين علمواأنفسهم بعلامات مخصوصة، و أكثر الأخبارأنهم سوموا خيولهم بعلامات جعلوها عليها،و الباقون بفتح الواو، أي سومهم اللّه أوبمعنى أنهم سوموا أنفسهم، فكان في المرادمن التسويم في قوله مُسَوِّمِينَقولان‏الأول: السومة العلامة التي يعرفبها الشي‏ء من غيره، و مضى شرح ذلك في قولهوَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ [آل عمران: 14]و هذه العلامة يعلمها الفارس يوم اللقاءليعرف بها، و في الخبر أن النبي صلّى اللهعليه وسلّم قال يوم بدر: «سوموا فإنالملائكة قد سومت» قال ابن عباس: كانتالملائكة قد سوموا أنفسهم بالعمائمالصفر، و خيولهم و كانوا على خيل بلق، بأنعلقوا الصوف الأبيض في نواصيها و أذنابها،و روي أن حمزة بن عبد المطلب كان يعلمبريشة نعامة، و أن علياً كان يعلم بصوفةبيضاء و أو الزبير كان يتعصب بعصابة صفراءو أن أبا دجانة كان يعلم بعصابة حمراء.

القول الثاني: في تفسير المسومين إنهبمعنى المرسلين مأخوذاً من الإبل السائمةالمرسلة في الرعي، تقول أسمت الإبل إذاأرسلتها، و يقال في التكثير سومت كما تقولأكرمت و كرمت، فمن قرأ مُسَوِّمِينَ بكسرالواو فالمعنى أن الملائكة أرسلت خيلهاعلى الكفار لقتلهم و أسرهم، و من قرأ بفتحالواو فالمعنى أن اللّه تعالى أرسلهم علىالمشركين ليهلكوهم كما تهلك الماشيةالنبات و الحشيش.

[سورة آل‏عمران (3): الآيات 126 الى 127]

وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرى‏لَكُمْ وَ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْبِهِ وَ مَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَكَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْفَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (127)

[في قوله تعالى وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُإِلَّا بُشْرى‏ لَكُمْ‏]