فالعزيز إشارة إلى كمال قدرته، و الحكيمإشارة إلى كمال علمه، فلا يخفى عليه حاجاتالعباد و لا يعجز عن إجابة الدعوات، و كلمن كان كذلك لم يتوقع النصر إلا من رحمته ولا الإعانة إلا من فضله و كرمه.ثم قال: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَالَّذِينَ كَفَرُواو اللام في لِيَقْطَعَ طَرَفاً متعلقبقوله وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْعِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ والمعنى أن المقصود من نصركم بواسطة إمدادالملائكة هو أن يقطعوا طرفاً من الذينكفروا، أي يهلكوا طائفة منهم و يقتلواقطعة منهم، قيل: إنه راجع إلى قوله وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ،لِيَقْطَعَ طَرَفاً و لكنه ذكر بغير حرفالعطف لأنه إذا كان البعض قريباً من البعضجاز حذف العاطف، و هو كما يقول السيدلعبده: أكرمتك لتخدمني لتعينني لتقومبخدمتي حذف العاطف، لأن البعض يقرب منالبعض، فكذا ههنا، و قوله طَرَفاً أيطائفة و قطعة و إنما حسن في هذا الموضع ذكرالطرف و لم يحسن ذكر الوسط لأنه لا وصولإلى الوسط إلا بعد الأخذ من الطرف، و هذايوافق قوله تعالى: قاتِلُوا الَّذِينَيَلُونَكُمْ [التوبة: 123] و قوله أَ وَ لَمْيَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَنَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها [الرعد: 41].