المسألة الثالثة: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لا يريد الظلم بوجه من الوجوه كان لقائلأن يقول: إنما نشاهد وجود الظلم في العالم،فإذا لم يكن وقوعه بإرادته كان على خلافإرادته، فيلزم كونه ضعيفاً عاجزاًمغلوباً و ذلك محال.

فأجاب اللّه تعالى عنه بقوله وَ لِلَّهِما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِأي أنه تعالى قادر على أن يمنع الظلمة منالظلم على سبيل الإلجاء و القهر، و لما كانقادراً على ذلك خرج عن كونه عاجزاً ضعيفاًلا أنه تعالى أراد منهم ترك المعصيةاختياراً و طوعاً ليصيروا بسبب ذلكمستحقين للثواب فلو قهرهم على ترك المعصيةلبطلت هذه الفائدة، فهذا تلخيص كلامالمعتزلة في هذه الآية، و ربما أوردوا هذاالكلام من وجه آخر، فقالوا: المراد من قولهوَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماًلِلْعالَمِينَ إما أن يكون هو لا يريد أنيظلمهم أو أنه لا يريد منهم أن يظلم بعضهمبعضاً فإن كان الأول فهذا لا يستقيم علىقولكم، لأن مذهبكم أنه تعالى لو عذبالبري‏ء عن الذنب بأشد العذاب لم يكنظلماً، بل كان عادلًا، لأن الظلم تصرف فيملك الغير، و هو تعالى إنما يتصرف في ملكنفسه فاستحال كونه ظالماً و إذا كان كذلكلم يكن حمل الآية على أنه لا يريد أن يظلمالخلق و إن حملتم الآية على أنه لا يريد أنيظلم بعض العباد بعضاً، فهذا أيضاً لا يتمعلى قولكم لأن كل ذلك بإرادة اللّه وتكوينه على قولكم، فثبت أن على مذهبكم لايمكن حمل الآية على وجه صحيح‏و الجواب: لملا يجوز أن يكون المراد أنه تعالى لا يريدأن يظلم أحداً من عباده؟ قوله الظلم منهمحال على مذهبكم فامتنع التمدح به قلنا:الكلام عليه من وجهين الأول: أنه تعالىتمدح بقوله لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لانَوْمٌ [البقرة: 255] و بقوله وَ هُوَيُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ [الأنعام: 14] و لايلزم من ذلك صحة النوع و الأكل عليه فكذاههناالثاني: أنه تعالى إن عذب من لم يكنمستحقاً للعذاب فهو و إن لم يكن ظلماً فينفسه لكنه في صور الظلم، و قد يطلق اسم أحدالمتشابهين على الآخر كقوله وَ جَزاءُسَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها [الشورى: 40]و نظائره كثيرة في القرآن هذا تمام الكلامفي هذه المناظرة.

المسألة الثالثة:

احتج أصحابنا بقوله وَ لِلَّهِ ما فِيالسَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ على كونهخالقاً لأعمال العباد، فقالوا لا شك أنأفعال العباد من جملة ما في السموات والأرض، فوجب كونها له بقوله وَ لِلَّهِ مافِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وإنما يصح قولنا: إنها له لو كانت مخلوقة لهفدلت هذه الآية على أنه خالق لأفعالالعباد.

أجاب الجبائي عنه بأن قوله لِلَّهِ إضافةملك لا إضافة فعل، ألا ترى أنه يقال: هذاالبناء لفلان فيريدون أنه مملوكه لا أنهمفعوله، و أيضاً المقصود من الآية تعظيماللّه لنفسه و مدحه لإلهية نفسه، و لا يجوزأن يتمدح بأن ينسب إلى نفسه الفواحش والقبائح، و أيضاً فقوله ما فِيالسَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ إنمايتناول ما كان مظروفاً في السموات و الأرضو ذلك من صفات الأجسام لا من صفات الأفعالالتي هي أعراض.

أجاب أصحابنا عنه بأن هذه الإضافة إضافةالفعل بدليل أن القادر على القبيح و الحسنلا يرجح الحسن على القبيح إلا إذا حصل فيقلبه ما يدعوه إلى فعل الحسن، و تلكالداعية حاصلة بتخليق اللّه تعالى دفعاًللتسلسل، و إذا كان المؤثر في حصول فعلالعبد هو مجموع القدرة و الداعية، و ثبت أنمجموع القدرة و الداعية بخلق اللّه تعالىثبت أن فعل العبد مستند إلى اللّه تعالىخلقاً و تكويناً بواسطة فعل السبب، فهذاتمام القول في هذه المناظرة.

/ 175