[سورة آل‏عمران (3): آية 123] - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الولاية، و أن تلك الهمة ما أخرجتهم عنولاية اللّه تعالى.

ثم قال: وَ عَلَى اللَّهِفَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏

التوكل: تفعل، من وكل أمره إلى فلان إذاعتمد فيه كفايته عليه و لم يتوله بنفسه، وفي الآية إشارة إلى أنه ينبغي أن يدفعالإنسان ما يعرض له من مكروه و آفة بالتوكلعلى اللّه، و أن يصرف الجزع عن نفسه بذلكالتوكل.

[سورة آل‏عمران (3): آية 123]

وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍوَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوااللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)

[في قوله تعالى وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُاللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ]

في كيفية النظم وجهان‏الأول: أنه تعالىلما ذكر قصة أحد أتبعها بذلك قصة بدر، وذلك لأن المسلمين يوم بدر كانوا في غايةالفقر و العجز، و الكفار كانوا في غايةالشدة و القوة، ثم إنه تعالى سلّطالمسلمين على المشركين فصار ذلك من أقوىالدلائل على أن العاقل يجب أن لا يتوسل إلىتحصيل غرضه و مطلوبه إلا بالتوكل علىاللّه و الاستعانة به و المقصود من ذكر هذهالقصة تأكيد قوله وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْشَيْئاً [آل عمران: 120] و تأكيد قوله وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِالْمُؤْمِنُونَ [آل عمران: 122] الثاني: أنهتعالى حكى عن الطائفتين أنهما همتابالفشل.

ثم قال: وَ اللَّهُ وَلِيُّهُما وَ عَلَىاللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَيعني من كان اللّه ناصراً له و معيناً لهفكيف يليق به هذا الفشل و الجبن و الضعف؟ثم أكد ذلك بقصة بدر فإن المسلمين كانوا فيغاية الضعف و لكن لما كان اللّه ناصراً لهمفازوا بمطلوبهم و قهروا خصومهم فكذا ههنا،فهذا تقرير وجه النظم، و في الآية مسائل:

المسألة الأولى:

في بدر أقوال‏الأول: بدر اسم بئر لرجليقال له بدر فسميت البئر باسم صاحبها هذاقول الشعبي‏الثاني: أنه اسم للبئر كمايسمى البلد باسم من غير أن ينقل إليه اسمصاحبه و هذا قول الواقدي و شيوخه، و أنكرواقول الشعبي و هو ماء بين مكة و المدينة.

المسألة الثانية:

أَذِلَّةٌ جمع ذليل قال الواحدي: الأصل فيالفعيل إذا كان صفة أن يجمع على فعلاءكظريف و ظرفاء و كثير و كثراء و شريك وشركاء إلا أن لفظ فعلاء اجتنبوه فيالتضعيف لأنهم لو قالوا: قليل و قللاء وخليل و خللاء لاجتمع حرفان من جنس واحدفعدل إلى أفعلة لأن من جموع الفعيل:الأفعلة، كجريب و أجربة، و قفيز و أقفزةفجعلوه جمع ذليل أذلة، قال صاحب «الكشاف»:الأذلة جمع قلة، و إنما ذكر جمع القلة ليدلعلى أنهم مع ذلهم كانوا قليلين.

المسألة الثالثة:

قوله وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ في موضعالحال، و إنما كانوا أذلة لوجوه‏الأول:أنه تعالى قال: وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ[المنافقون: 8] فلا بد من تفسير هذا الذلبمعنى لا ينافي مدلول هذه الآية، و ذلك هوتفسيره بقلة العدد و ضعف الحال و قلةالسلاح و المال و عدم القدرة على مقاومةالعدو و معنى الذل الضعف عن المقاومة ونقيضه العز و هو القوة و الغلبة، روي أنالمسلمين كانوا ثلثمائة و بضعة عشر، و ماكان فيهم إلا فرس واحد، و أكثرهم كانوارجالة، و ربما كان الجمع منهم يركب جملًاواحداً، و الكفار قريبين من ألف مقاتل ومعهم مائة فرس مع الأسلحة الكثيرة و العدةالكاملةالثاني: لعل المراد أنهم كانواأذلة في زعم المشركين و اعتقادهم لأجل قلةعددهم و سلاحهم، و هو مثل ما حكى اللّه عنالكفار أنهم قالوا لَيُخْرِجَنَّالْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ[المنافقون: 8] الثالث: أن الصحابة قدشاهدوا الكفار في مكة في القوة و الثروة وإلى ذلك الوقت ما اتفق لهم استيلاء علىأولئك‏

/ 175