المسألة الثانية: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّيَّتَهُأَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَ هُمْ لَكُمْعَدُوٌّ [الكهف: 50] و قال: وَ كَذلِكَجَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّاشَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ[الأنعام: 112] و من خواص الشياطين كونهممخلوقين من النار قال اللّه تعالى حكايةعن إبليس خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف: 12] و قال:وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُمِنْ نارِ السَّمُومِ [الحجر: 27] فأما الجنفمنهم كافر و منهم مؤمن، قال تعالى: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّاالْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَفَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [الجن: 14] وأما الإنس فلا شك أن لهم والداً هو والدهمالأول، و إلا لذهب إلى ما لا نهاية والقرآن دلّ على أن ذلك الأول هو آدم صلّىالله عليه وسلّم على ما قال تعالى في هذهالسورة إِنَّ مَثَلَ عِيسى‏ عِنْدَاللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْتُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[آل عمران: 59] و قال: يا أَيُّهَا النَّاسُاتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْمِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهازَوْجَها [النساء: 1].

إذا عرفت هذا فنقول: اتفق العلماء على أنالبشر أفضل من الجن و الشياطين، و اختلفوافي أن البشر أفضل أم الملائكة، و قداستقصينا هذه المسألة في تفسير قولهتعالى: اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا[الأعراف: 11] و القائلون بأن البشر أفضلتمسكوا بهذه الآية، و ذلك لأن الاصطفاءيدل على مزيد الكرامة و علو الدرجة، فلمابيّن تعالى أنه اصطفى آدم و أولاده منالأنبياء على كل العالمين وجب أن يكونواأفضل من الملائكة لكونهم من العالمين.

فإن قيل: إن حملنا هذه الآية على تفضيلالمذكورين فيها على كل العالمين أدى إلىالتناقض لأن الجمع الكثير إذا وصفوا بأنكل واحد منهم أفضل من كل العالمين يلزم كونكل واحد منهم أفضل من كل العالمين يلزم كونكل واحد منهم أفضل من الآخر و ذلك محال، ولو حملناه على كونه أفضل عالمي زمانه أوعالمي جنسه لم يلزم التناقض، فوجب حملهعلى هذا المعنى دفعاً للتناقض و أيضاً قالتعالى في صفة بني إسرائيل وَ أَنِّيفَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ[البقرة: 47] و لا يلزم كونهم أفضل من محمدصلّى الله عليه وسلّم بل قلنا المراد بهعالمو زمان كل واحد منهم، و الجواب ظاهر فيقوله: اصطفى آدم على العالمين، يتناول كلمن يصح إطلاق لفظ العالم عليه فيندرج فيهالملك، غاية ما في هذا الباب أنه ترك العملبعمومه في بعض الصور لدليل قام عليه، فلايجوز أن نتركه في سائر الصور من غير دليل.

المسألة الثانية:

اصْطَفى‏ في اللغة اختار، فمعنى:اصطفاهم، أي جعلهم صفوة خلقه، تمثيلًا بمايشاهد من الشي‏ء الذي يصفى و ينقى منالكدورة، و يقال على ثلاثة أوجه: صفوة، وصفوة و صفوة، و نظير هذه الآية قوله لموسىإِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِبِرِسالاتِي [الأعراف: 144] و قال في إبراهيمو إسحاق و يعقوب وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنالَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ [ص:47].

إذا عرفت هذا فنقول. في الآيةقولان‏الأول: المعنى أن اللّه اصطفى دينآدم و دين نوح فيكون الاصطفاء راجعاً إلىدينهم و شرعهم و ملتهم، و يكون هذا المعنىعلى تقدير حذف المضاف‏و الثاني: أن يكونالمعنى: إن اللّه اصطفاهم، أي صفاهم منالصفات الذميمة، و زينهم بالخصالالحميدة، و هذا القول أولىلوجهين‏أحدهما: أنا لا نحتاج فيه إلىالإضمارو الثاني: أنه موافق لقوله تعالى:اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته [الأنعام: 124]و ذكر الحليمي في كتاب «المنهاج» أنالأنبياء عليهم الصلاة و السلام لابد و أنيكونوا مخالفين لغيرهم في القوىالجسمانية، و القوى الروحانية، أما القوىالجسمانية، فهي إما مدركة، و إما محركة.

أما المدركة: فهي إما الحواس الظاهرة، وإما الحواس الباطنة، أما الحواس الظاهرةفهي خمسةأحدها: القوة

/ 175