قوله إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُالْحَقُّ هل هو متصل بما قبله أم لا؟.و الجواب: قال أبو مسلم: إنه متصل بما قبلهو لا يجوز الوقف على قوله الْكاذِبِينَ وتقدير الآية فنجعل لعنة اللّه علىالكاذبين بأن هذا هو القصص الحق و على هذاالتقدير كان حق (إن) أن تكون مفتوحة، إلاأنها كسرت لدخول اللام في قوله لَهُوَ كمافي قوله إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْيَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ [العاديات: 11] و قالالباقون:الكلام تم عند قوله عَلَى الْكاذِبِينَ وما بعده جملة أخرى مستقلة غير متعلقة بماقبلها و اللّه أعلم.
[في قوله تعالى إِنَّ هذا لَهُوَالْقَصَصُ الْحَقُ]
و فيه مسائل:
المسألة الأولى:
قوله إِنَّ هذا إشارة إلى ما تقدم ذكره منالدلائل، و من الدعاء إلى المباهلة لَهُوَالْقَصَصُ الْحَقُّ و القصص هو مجموعالكلام المشتمل على ما يهدي إلى الدين، ويرشد إلى الحق و يأمر بطلب النجاة فبينتعالى إن الذي أنزله على نبيه هو القصصالحق ليكون على ثقة من أمره، و الخطاب و إنكان معه فالمراد به الكل.
المسألة الثانية:
(هو) في قوله لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّفيه قولانأحدهما: أن يكون فصلا و عماداً،و يكون خبر إِنَّ هو قوله الْقَصَصُالْحَقُّ.فإن قيل: فكيف جاز دخول اللام على الفصل؟.قلنا: إذا جاز دخولها على الخبر كاندخولها على الفصل أجود، لأنه أقرب إلىالمبتدأ منه، و أصلها أن تدخل على المبتدأ.و القول الثاني: إنه مبتدأ، و القصص خبره،و الجملة خبر إِنَّ.
المسألة الثالثة:
قرىء لَهُوَ بتحريك الهاء على الأصل، وبالسكون لأن اللام ينزل من (هو) منزلة بعضهفخفف كما خفف عضد.
المسألة الرابعة:
يقال: قص فلان الحديث يقصه قصاً و قصصاً، وأصله اتباع الأثر، يقال: خرج فلان قصصاً،في أثر فلان، و قصاً، و ذلك إذا اقتص أثره،و منه قوله تعالى: وَ قالَتْ لِأُخْتِهِقُصِّيهِ [القصص: 11] و قيل للقاص إنه قاصلاتباعه خبراً بعد خبر، و سوقه الكلامسوقاً، فمعنى القصص الخبر المشتمل علىالمعاني المتتابعة.ثم قال: وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُو هذا يفيد تأكيد النفي، لأنك لو قلت عنديمن الناس أحد، أفاد أن عندك بعض الناس،فإذا قلت ما عندي من الناس من أحد، أفادأنه ليس عندك بعضهم، و إذا لم يكن عندكبعضهم، فبأن