المسألة الأولى: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قالوا إن بيت المقدس أفضل من الكعبة وأحق بالاستقبال، و ذلك لأنه وضع قبلالكعبة، و هو أرض المحشر، و قبلة جملةالأنبياء، و إذا كان كذلك كان تحويلالقبلة منه إلى الكعبة باطلًا، فأجاباللّه تعالى عنه بقوله إِنَّ أَوَّلَبَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ فبيّن تعالى أنالكعبة أفضل من بيت المقدس و أشرف، فكانجعلها قبلة أولى‏و الثاني: أن المقصود منالآية المتقدمة بيان أن النسخ هل يجوز أملا؟ فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم استدلعلى جوازه بأن الأطعمة كانت مباحة لبنيإسرائيل، ثم إن اللّه تعالى حرم بعضها، والقوم نازعوا رسول اللّه صلّى الله عليهوسلّم فيه، و أعظم الأمور التي أظهر رسولاللّه نسخها هو القبلة، لا جرم ذكر تعالىفي هذه الآية بيان ما لأجله حولت الكعبة، وهو كون الكعبة أفضل من غيرهاالثالث: أنهتعالى لما قال في الآية المتقدمةفَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَحَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[آل عمران: 95] و كان من أعظم شعار ملةإبراهيم الحج، ذكر في هذه الآية فضيلةالبيت، ليفرع عليه إيجاب الحج الرابع: أناليهود و النصارى زعم كل فرقة منهم أنه علىملة إبراهيم، و قد سبقت هذه المناظرة فيالآيات المتقدمة، فإن اللّه تعالى بيّنكذبهم، من حيث أن حج الكعبة كان ملةإبراهيم و اليهود و النصارى لا يحجون،فيدل هذا على كذبهم في ذلك، و في الآيةمسائل:

المسألة الأولى:

قال المحققون‏الأول: هو الفرد السابق،فإذا قال: أول عبد اشتريه فهو حر فلو اشترىعبدين في المرة الأولى لم يعتق أحد منهمالأن الأول هو الفرد، ثم لو اشترى في المرةالثانية عبداً واحداً لم يعتق، لأن شرطالأول كونه سابقاً فثبت أن الأول هو الفردالسابق.

إذا عرفت هذا فنقول: إن قوله تعالى: إِنَّأَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لا يدلعلى أنه أول بيت خلقه اللّه تعالى، و لاأنه أول بيت ظهر في الأرض، بل ظاهر الآيةيدل على أنه أول بيت وضع للناس، و كونهموضوعاً للناس يقتضي كونه مشتركاً فيه بينجميع الناس، فأما سائر البيوت فيكون كلواحد منها مختصاً بواحد من الناس فلا يكونشي‏ء من البيوت موضوعاً للناس، و كونالبيت مشتركاً فيه بين كل الناس، لا يحصلإلا إذا كان البيت موضوعاً للطاعات والعبادات و قبلة للخلق، فدل قوله تعالى:إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِعلى أن هذا البيت وضعه اللّه موضعاًللطاعات و الخيرات و العبادات فيدخل فيهكون هذا البيت قبلة للصلوات، و موضعاًللحج، و مكانا يزداد ثواب العبادات والطاعات فيه.

فإن قيل: كونه أولًا في هذا الوصف يقتضي أنيكون له ثان، و هذا يقتضي أن يكون بيتالمقدس يشاركه في هذه الصفات التي منهاوجوب حجه، و معلوم أنه ليس كذلك.

و الجواب: من وجهين‏الأول: أن لفظالأول:في اللغة اسم للشي‏ء الذي يوجد ابتداء،سواء حصل عقيبه شي‏ء آخر أو لم يحصل، يقال:هذا أول قدومي مكة، و هذا أول مال أصبته ولو قال: أول عبد ملكته فهو حر فملك عبداًعتق و إن لم يملك بعده عبداً آخر، فكذاهنا، و الثاني: أن المراد من قوله إِنَّأَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ أي أولبيت وضع لطاعات الناس و عباداتهم و بيتالمقدس يشاركه في كونه بيتاً موضوعاًللطاعات و العبادات، بدليل قوله عليهالصلاة و السلام: «لا تشد الرحال إلا إلىثلاث مساجد: المسجد الحرام، و المسجدالأقصى، و مسجدي هذا» فهذا القدر يكفي فيصدق كون الكعبة أول بيت وضع للناس، و أماأن يكون بيت المقدس مشاركاً له في جميعالأمور حتى في وجوب الحج، فهذا غير لازم واللّه أعلم.

المسألة الثانية:

اعلم أن قوله إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍوُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَمُبارَكاً يحتمل أن يكون المراد كونهأولًا

/ 175