أما قوله وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ‏ - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

محمد صلّى الله عليه وسلّم ما لم يضمإليها مقدمة أخرى، و هي أن محمداً رسولاللّه جاء مصدقاً لما معهم، و عند هذالقائل أن يقول: هذا إثبات للشي‏ء بنفسه،لأنه إثبات لكونه رسولا بكونه رسولًا.

و الجواب: أن المراد من كونه رسولًا ظهورالمعجز عليه، و حينئذ يسقط هذا السؤال واللّه أعلم، و لنرجع إلى تفسير الألفاظ:

أما قوله وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ‏

فقال ابن جرير الطبري: معناه و اذكروا ياأهل الكتاب إذ أخذ اللّه ميثاق النبيّين،و قال الزجاج: و اذكر يا محمد في القرآن إذأخذ اللّه ميثاق النبيّين.

أما قوله مِيثاقَ النَّبِيِّينَ‏

فاعلم أن المصدر يجوز إضافته إلى الفاعل وإلى المفعول، فيحتمل أن يكون الميثاقمأخوذاً منهم، و يحتمل أن يكون مأخوذاًلهم من غيرهم، فلهذا السبب اختلفوا فيتفسير هذه الآية على هذين الوجهين.

أما الإحتمال الأول: و هو أنه تعالى أخذالميثاق منهم في أن يصدق بعضهم بعضاً، وهذا قول سعيد بن جبير و الحسن و طاوس رحمهماللّه، و قيل: إن الميثاق هذا مختص بمحمدصلّى الله عليه وسلّم، و هو مروي عن علي وابن عباس و قتادة و السدي رضوان اللّهعليهم، و احتج أصحاب هذا القول على صحته منوجوه‏الأول: أن قوله تعالى: وَ إِذْأَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَيشعر بأن آخذ الميثاق هو اللّه تعالى، والمأخوذ منهم هم النبيون، فليس في الآيةذكر الأمة، فلم يحسن صرف الميثاق إلىالأمة، و يمكن أن يجاب عنه من وجوه‏الأول:أن على الوجوه الذي قلتم يكون الميثاقمضافاً إلى الموثق عليه، و على الوجه الذيقلنا يكون إضافته إليهم إضافة الفعل إلىالفاعل، و هو الموثق له، و لا شك أن إضافةالفعل إلى الفاعل أقوى من إضافته إلىالمفعول، فإن لم يكن فلا أقل من المساواة،و هو كما يقال ميثاق اللّه و عهده، فيكونالتقدير: و إذ أخذ اللّه الميثاق الذي وثقهاللّه للأنبياء على أممهم‏الثاني: أنيراد ميثاق أولاد النبيّين، و هو بنوإسرائيل على حذف المضاف و هو كما يقال: فعلبكر بن وائل كذا، و فعل معد بن عدنان كذا، والمراد أولادهم وقومهم، فكذا ههناالثالث:أن يكون المراد من لفظ النَّبِيِّينَ أهلالكتاب و أطلق هذا اللفظ عليهم تهكماً بهمعلى زعمهم لأنهم كانوا يقولون نحن أولىبالنبوّة من محمد عليه الصلاة و السلاملأنا أهل الكتاب و منا كانالنبيون‏الرابع: أنه كثيراً ورد فيالقرآن لفظ النبي و المراد منه أمته قالتعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذاطَلَّقْتُمُ النِّساءَ [الطلاق: 1].

الحجة الثانية: لأصحاب هذا القول: ما رويأنه عليه الصلاة و السلام قال: «لقد جئتكمبها بيضاء نقية أما و اللّه لو كان موسى بنعمران حياً لما وسعه إلا اتباعي».

الحجة الثالثة: ما نقل عن علي رضي اللّهعنه أنه قال: إن اللّه تعالى ما بعث آدمعليه السلام و من بعده من الأنبياء عليهمالصلاة و السلام إلا أخذ عليهم العهد لئنبعث محمد عليه الصلاة و السلام و هو حيليؤمنن به و لينصرنه، فهذا يمكن نصرة هذاالقول به و اللّه أعلم.

الإحتمال الثاني: إن المراد من الآية أنالأنبياء عليهم الصلاة و السلام كانوايأخذون الميثاق من أممهم بأنه إذا بعثمحمد صلّى الله عليه وسلّم فإنه يجب عليهمأن يؤمنوا به و أن ينصروه، و هذا قول كثيرمن العلماء، و قد بينا أن اللفظ محتمل له وقد احتجوا على صحته بوجوه‏الأول: ما ذكرهأبو مسلم الأصفهاني فقال: ظاهر الآية يدلعلى أن الذين‏

/ 175